عبر كتابه (من أين لهم هذه القوة ومن يكسب الرهان) الصادر عن بيسان للنشر والتوزيع والإعلام طرح الكاتب عبدالله سعد اللحيدان عددا من التساؤلات عن الشعر والأنواع الأدبية والثقافية والفنون.. ولفت الانتباه ما قاله عن الشاعر محمد حسن فقي رحمه الله:
هناك شبه كبير بين محمد حسن فقي والشاعر الصيني هان فوك..
تجمعها الرغبة المبكرة في معرفة حقيقة كل شيء، ومحاولة بلوغ الكمال الذي يجمع بين الفن والمعرفة أي بين ما يتصل بالخيال وما يتصل بالفكر وما بين العقل والجنون وما بين العبث والرزانة وما بين الرغبة في التحليق والخوف من الطيران الحر البريء ومغادرة الأرض التي تعرفها الخطى جيداً.
كما تجمعها أيضاً، عدم القناعة بما وصلا إليه لأن قلب كل واحد منها كان مليئاً بطموح أن يصبح شاعراً بكل معنى الكلمة، وليس فيلسوفاً فقط.
وعلى الرغم من كل ما حققاه، لم يشعرا أبداً بالراحة والسكينة، وبقيا وحيدين غيبين، يشعران بالتمزق الحاد بين العقل والعاطفة، بين الجمال والقبح، بين الخيال والمنطق، وعلى الرغم من أن فلسفة كل منهما كانت من النوع التأملي أكثر منها فلسفة قائمة على المقدمات والحيثيات والبراهين والأدلة والنتائج والاستقراء أي أن فلسفتهما كانت تأملاً وتحليلاً تتعالق مع علم النفس أكثر مما تتعلق مع علم المنطق.
كان ما يحزنهما ويجعلهما يفكران ملياً وبمرارة قناعاتهما بأن السعادة الحقيقية والقناعة العميقة يمكن أن تكونا بحوزتهما فقط لو أنهما نجحا مرة في تصوير الكون بصورة تبلغ حد الكمال تماماً في إحدى القصائد.