حينما يكون الأبناء في حضرة أبيهم القادر.. تكون أحاديثهم في الغالب طلبات.. تتفاوت غالباً بين ما يرغبون وما يشتهون وما يطمحون إليه وما يتمنونه وما يتوقعونه.
والسعيد من الأبناء من يكون له أب يحقق له أمنياته.. والسعيد من الآباء من يكون قادراً على الوفاء بمتطلبات أبنائه.
لقد أنعم الله علينا في وطننا بخيرات كثيرة... امتدت لسنوات عديدة.. حتى خلت ذاكرتنا وذاكرة آبائنا من المآسي والكوارث والأحزان.. وليس في واقعنا وحاضرنا اليوم إلا كل ما يدفعنا إلى الأمام.. كما أن لمستقبل بلادنا في مخيلتنا صورة زاهية ومشرقة.. وقد وهبنا الله من المكرمات الكثير مما يتيح لنا - وبميزة لم توهب لغيرنا - أن نتقدم الصفوف.
يحتفل مجتمعنا السعودي بمرور ثمانين عاماً من الاستقرار والأمن والرفاه.. الأمر الذي لم تنعم به المجتمعات القريبة والبعيدة.. والحقيقة أننا لم نكن لنحقق ذلك لولا قيادتنا الرشيدة.. وهو ما يعد من أهم مكاسب هذا المجتمع التي يحق لنا أن نفخر بها. فالواقع أثبت أن أهمية الحكم الرشيد تتجاوز أهمية النفط.. فالنفط وحده لم يحفظ لكثير من الدول النفطية استقرارها ولم يكفل لمجتمعاتها الأمن والرفاه.. والأمثلة في ذلك كثيرة.
وإذا كانت هناك مؤشرات على مستوى إنجاز القيادة.. فإن دخول بلادنا ضمن الدول العشرين المؤثرة في الحراك الدولي اقتصادياً وفكرياً وسياسياً بإجماع العالم واتفاقه مؤشر نفخر به.. إضافة إلى أن بلادنا قبلة مليار ونصف مليار مسلم.. وأرضنا تكتنز ثلثي مخزون الطاقة في العالم.. ومجتمعنا ثلثاه من الشباب دون سن الإنتاج.. الآن أن الجميع ينعمون بمستوى معيشي يعتبر من أعلى مستويات المعيشة في مجتمعات العالم.. وأن كل مدن وقرى بلادنا نعمت بنمو تراكمي خلال ثلاثين عاماً مضت وصل في بعضها معدل النمو إلى (8%) سنوياً.
اليوم يا سيدي أقبلت الدنيا علينا.. تفاؤلاً بعهدكم الميمون.. وتطلعاً لمستقبل زاهر لنا ولبلادنا تحت قيادتكم الحكيمة.. حتى غمرنا الإحساس الذي يغمر الأبناء في أسرة سعيدة.. لا يحول بيننا وبين ما نريد سوى التمني.
|
|
أنت عندما يتمنى المواطن السعيد عبد المحسن الماضي |
|