جميل أن تنمق العبارات في تقدير ما تبذله الجامعات للتنافس في بلوغ مراتب التقدم، بين جامعات العالم في مناحيها المختلفة، إدارة، وآليات تنفيذ، ووسائل تقويم، ومحكات جودة، ومعايير ترق.. ونوافذ انفتاح، وتفاعل واندماج، ومنهج درس،...
فهذا الحراك عالي الصوت, راكض الخطو في أروقة الجامعات لا بد أن لا يخلط بين الغث والسمين، وبين الأوليات، والأولويات, والضرورات, والهامشيات، بل من الأجدى، والجهد يُبذل من أجل الجودة، بل أعلى مراتبها، أن يُنظر إلى البُنى التحتية الكاسدة، والخاوية, نظرة فاحص راغب في تغيير حقيقي, وصادق، وفاعل، لاجتثاث كسادها، والأخذ بها من الأدنى للأعلى، ومن العدم للوجود، ومن الضعف للقوة، وليكن البدء في تغيير شامل يبدأ بالتعيين من الموظف المناط به العمل الصغير، شمولاً بالباحث المناط به المختبر, والمعمل، والتوثيق, والتحديث, والتطوير، ومروراً بأنظمة التدريس، ومناهجه،.. قبل العناية بالمكان تتصدر أهمية العناية بالإنسان شاغر هذا المكان، وقبل العناية بالورق تجدر العناية بما يتضمنه من حروف، وقبل العناية بالصوت، يحسن العناية بالحنجرة ومخارج النطق...
هناك تآكل يتقادم في البنى التحتية بكل أنواعها ومستوياتها، والجامعات تتراكض لإقامة الأبنية من الطوب والأسمنت والمعدن والحديد والأنوار، بل الخضرة والأوراق المحبَّرة.., أكثر من إقامة الأبنية في العقول والصدور وإعداد ما يهيئها لقيام مستقيم صلب على قدمين من قوة..، إذ لا يستقيم لهذه العناصر بناؤها ما لم تقم الأبنية الأخرى المعاضدة على كف سواء..
نخشى أن تختلط الأوراق، وتطير اللحظات بعمر الفرحة، حين تطمس أضواء خارجية على تكلسات داخلية ينساها الجميع في معمعة الركض...والاهتمام بالتغييرات الشكلية التي تضيف جديداً ولا تضيف.
فالله الله بالأبنية التحتية من ألف مسؤوليات الجامعات إلى يائها، بل إلى الحرف الأخير فيما بعده، كحلم الطامحين بصدق لتتحقق الجودة واقعاً ملموساً لا قوائم تقدم كلبن الصيف... في النظام والإدارة بشمول، والمنهج والطالب والأستاذ والمكتبة والإدارة وأساليب التقويم والتطوير وضوابط الحقوق والواجبات، وتفويض الصلاحيات، بمثل ما تجدد أبنية المواقع والمسميات.
|
|
لما هو آت غصن الزيتون الأخير..! د. خيرية إبراهيم السقاف |
|