نجران - واس
قال صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران: تحل علينا الذكرى الثمانون لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- وبلادنا -ولله الحمد- تنعم بكل سبل الرقي والأمن والاستقرار والحياة الكريمة لكافة أبناء المملكة.
وأضاف: قبل ثمانين عاماً تم توحيد البلاد وتم لمّ شمل أبنائها بعدما كانت الفوضى والتناحر وعدم الأمن هي السائدة آنذاك. فقد وهب الله سبحانه وتعالى الملك عبدالعزيز الحكمة والحنكة وقبلها الإيمان بالله والسعي إلى تحكيم شرع الله في كل الأمور، فكان أن تحقق له ما كان يصبو إليه، فعمّ الأمن والاستقرار وبدأ العمل لبناء دولة عظيمة رغم الوضع الاقتصادي المتواضع في ذلك الوقت.
إن اليوم السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ كان يوم إعلان توحيد المملكة، حيث صدر أمر ملكي كريم بتوحيد البلاد وتسميتها المملكة العربية السعودية اعتباراً من اليوم الحادي والعشرين من نفس الشهر والعام.
وكما يعلم الجميع فقد بدأت مراحل التأسيس والبناء في عهد الملك عبدالعزيز بالجوانب الدينية والإدارية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد أسس -رحمه الله- العديد من المؤسسات الإدارية مثل المجالس الإدارية ومجلس الشورى وإدارة القطاعات ورئاسة القضاء والمحاكم الشرعية وعدد من الوزارات منها الخارجية والمالية والدفاع والمواصلات والصحة والداخلية ومؤسسة النقد العربي السعودي، كما اعتنى -رحمه الله- بتطوير الخدمات المقدمة للحجاج حيث أمر بتوسعة الحرمين الشريفين. وقد سار أبناء الملك عبدالعزيز على نهجه المبارك فاستمرت مسيرة البناء والنماء في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله جميعاً.
وفي هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- حققت المملكة إنجازات عملاقة شملت مختلف مناحي الحياة، فلا يكاد يأتي يوم إلا ونسمع عن اعتماد مشروعات أو مكرمة غالية تهدف إلى خدمة الوطن وتحقيق حاجة المواطن، واستدل على سبيل المثال بالتوسعة الكبيرة للحرمين الشريفين وتسخير كافة الإمكانيات لخدمة حجاج بيت الله الحرام وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية في مختلف مناطق المملكة وإنشاء الجامعات في جميع المناطق والعديد من المحافظات وفتح مجال الابتعاث للطلبة في العديد من دول العالم وإنشاء المدن الاقتصادية وغيرها الكثير والكثير الذي لا يمكن حصره في هذه العجالة. وكان من آخر ما قام به - حفظه الله- تدشين مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم الذي وجه بإنشائه في مكة المكرمة لضمان نقاوة مياه زمزم بأحدث الطرق العالمية وتوزيعه آلياً بتكلفة سبعمائة مليون ريال.
وعلى الصعيد الخارجي كان للمملكة إسهامات واضحة عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والعمل الدؤوب لمكافحة الإرهاب وخدمة القضية الفلسطينية، وكانت الزيارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين للعديد من الدول العربية والإسلامية والصديقة تشكل رافداً من روافد إتزان السياسة الخارجية للمملكة وحرصها على مسيرة التضامن العربي والسلام والأمن إضافة إلى ما يقدم من مساعدات إنسانية للعديد من الدول التي تعرضت لأزمات وكوارث، فقد كان موقف المملكة مشرفاً ويدل على ما تتميز به من مواقف وحرص على تقديم كل ما يمكن من المساعدات وكان آخرها ما يقدم للشعب الباكستاني في مواجهة ما تعرضت له من أزمة جراء الفيضانات التي اجتاحت العديد من الأقاليم.
وبهذه المناسبة الوطنية الغالية أسال الله تعالى أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وأن يحفظ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وأن تستمر مسيرة البناء والنماء والعطاء.