تحتفل بلادنا الحبيبة باليوم الوطني.. وهي تستشرف آفاق المستقبل يحدوها الأمل في مواصلة مسيرتها التنموية الهائلة التي استطاعت تحقيقها بمواردها وطاقاتها البشرية معتمدة - بعد عون الله وتوفيقه - على نظام ثابت أساسه العدل، فتحقق لها الكثير من الإنجازات في العديد من مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
رسخت بلادنا الغالية قيمًا ونظمًا استطاعت من خلالها تحقيق هذه النجاحات الباهرة، وكان في مقدمة هذه القيم إعلاء قيمة المواطن واتخاذ المدخل الإِنساني مدخلاً للتنمية الاقتصادية وذلك من أجل تمكين المواطن من القيام بدوره الرائد في التعمير وتحسين مناحي حياته.
فقد ركزت المملكة منذ توحيدها بقيادة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله- على قضايا التعليم والصحة وإقامة نظام للأمن الاجتماعي وبناء العلاقات الإنسانية على قيم العدل والمساواة ورعاية الحقوق الأساسية للإنسان.
كما استطاعت المملكة خلال هذه المسيرة أن تؤسس لمنظومات راسخة أصبحت آليات يُعتمد عليها في تحقيق الرفاهية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية المستدامة.
وكانت الشركة السعودية للكهرباء إحدى هذه المنظومات التي يُعتمد عليها في توفير الخدمة الكهربائية لجميع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، حيث أهلها الدعم والرعاية التي وجدتها من الدولة للقيام بدور ريادي في دعم التنمية الاقتصادية في البلاد وتمكنت من تحقيق نجاحات مميزة، وأسهمت بقدر وافر في توفير الخدمة الكهربائية.
وواصلت الشركة السعودية للكهرباء إنجازاتها متجاوزة كافة التحديات لتطوير الخدمة الكهربائية ومقابلة الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية، الذي فاقت معدلات نموه هذا العام 10 في المئة، حيث اعتمدت الشركة خطة لتعزيز النظام الكهربائي للسنوات العشر المقبلة بهدف تعزيز النظام الكهربائي بإضافة 32 ألف ميجاواط، وإكمال 95 في المئة من مشروع الشبكة الوطنية لربط جميع مناطق المملكة الذي سيمكن من تبادل الطاقة الكهربائية بين المناطق، وتحقيق مبدأ التشغيل الاقتصادي. وقد بنت الشركة هذه الخطة على منهجية علمية راسخة في ضوء دراسة متأنية للاحتياجات المستقبلية مستشرفة آفاق المستقبل لتحقيق المزيد من الإنجازات من أجل مواجهة تحديات النمو السكاني والعمراني والصناعي والزراعي بالمملكة، واستدامة التنمية الاقتصادية فيها.
كما ركزت الخطة على تعزيز قدرات التوليد، فيتم حاليًا تنفيذ العديد من مشاريع توليد الكهرباء ومشاريع إنتاج الكهرباء والماء.
وتتجاوز تكاليف هذه المشاريع التي تنفذها الشركة والمشاريع الأخرى التي ينفذها القطاع الخاص لتعزيز النظام الكهربائي في المملكة 85 مليار ريال.
وتتضمن الخطة أيضًا برنامجًا شاملاً لإكمال الربط الكهربائي الداخلي بين مناطق المملكة.
ويسعدني القول بهذه المناسبة التي تحتفل فيها مملكتنا الغالية بعيدها الوطني أن ما حققته الشركة السعودية للكهرباء من إنجازات وما تسعى لتحقيقه يأتي تنفيذًا لخطط وبرامج وضعتها وتسعى لتنفيذها حكومتنا الرشيدة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله. وإننا في الشركة السعودية للكهرباء نفخر بهذه الرعاية والاهتمام، وهذا بحد ذاته يشكل لنا حافزًا معنويًا ويدفعنا لبذل كل طاقتنا لتحقيق الآمال المعقودة عليها وفقًا لرسالتنا التي تتكامل مع جميع المرافق لتحقق الطموحات المنشودة والأهداف المشتركة في جو يسوده التفاهم والثقة والتعاون لتصبح الشركة السعودية للكهرباء رائدة في مجال تقديم الخدمة الكهربائية.
أدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعًا لمواصلة مسيرتنا التنموية الاقتصادية والاجتماعية وأن يديم على هذا البلد أمنه وأمانه.
(*) الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء