نجح الفريق الطبي بمجموعة د. سليمان الحبيب الطبية في إجراء جراحات دقيقة استغرقت 14 ساعة لمريض يبلغ من العمر 25 عاماً أصيب في حادث سير مروع بمدينة جدة مما أدى إلى إصابته في أماكن متفرقة من جسمه تمثلت في الرئة واعوجاج بالعمود الفقري وتهشم للفقرات العنقية والصدرية بالإضافة إلى كدمات متعددة بالرأس.. وقد اعتذرت عدة مستشفيات بجدة عن متابعة الحالة لصعوبة وتدني نسبة نجاح العمليات المتعددة. وقال الدكتور ماجد قلادة استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والحاصل على البورد الأمريكي ورئيس الفريق الطبي المعالج إن المريض تم نقله بواسطة طائرة الإخلاء الطبي للرياض ومن ثم مباشرة لطوارئ مستشفى د. سليمان الحبيب بالريان حيث سبق أن تم استقبال تقارير طبية عن حالته قبل وصوله للرياض وتم تكوين فريق طبي من استشاريين متخصصين لدراسة كافة التقارير والأشعات المرسلة.
وقد اتضح أن التأخير في إسعاف وإجراء جراحات العمود الفقري أوجد صعوبة في معالجتها لاحقاً، وتم إجراء فحوصات دقيقة للمريض وعمل الأشعات اللازمة من رنين مغناطيسي وتصوير طبقي لتحديد طبيعة الإصابات والتحضير لإجراء العملية حيث بينت الأشعة وجود إصابة في الرئة أدت إلى انكماشها وتهشم في الفقرة الأولى والثانية لفقرات العنق وتداخل الأعصاب والشريان المغذي للعمود الفقري بين الفقرات المهشمة بشكل يصعب تحريره مما زاد الأمر صعوبة خصوصاً إذا ما حدث جرح في الشريان فإنه يؤدي إلى جلطة في المخ ومن ثم موت المريض لا سمح الله.. كما أدى الحادث إلى تهشم في الفقرة الخامسة والسادسة للفقرات الصدرية.
وقد أشار د. قلادة إلى أن العملية أجريت على أكثر من مرحلة الأولى كانت في اليوم الثاني مباشرة لوصول المريض وفيها تم توسيع مجرى الرئة اليسرى ووضع أنبوب للحيلولة دون انقطاع التنفس حتى استقر الجهاز التنفسي وعاد لطبيعته كمرحلة أولى.. مضيفاً أنه تم التحضير للجراحة الثانية بعد خمسة أيام من الجراحة الأولى والتي تمت باستخدام الميكروسكوب لتثبيت الفقرة الأولى والثانية حتى الرابعة وإزالة الضغط عن الأعصاب والشريان المغذي للعمود الفقري مستغرقاً 6 ساعات. وعن المرحلة الثالثة للعملية قال د. قلادة إنه تم تعديل اعوجاج العمود الفقري وتثبيت الفقرة الخامسة والسادسة حيث كان الهدف في هذه المرحلة من الجراحة هو إعادة العمود الفقري لحالته الطبيعية بتثبيت ثلاث فقرات علوية وثلاث فقرات سفلية وقد استغرقت 8 ساعات.