Al Jazirah NewsPaper Wednesday  15/09/2010 G Issue 13866
الاربعاء 06 شوال 1431   العدد  13866
 
سامحونا
الهلال و(ريختر) الغرافة!
أحمد العلولا

 

ما إن اقترب موعد النزال الكبير الذي يقام اليوم للزعيم الآسيوي في مواجهته المرتقبة مع غرافة قطر في مشوار الحسم لأبطال أندية آسيا.. إلا و هبت رياح (الفزعة) والمساندة الجماهيرية من سائر أندية المملكة.. وأعلنت عزمها وتصميمها على تيسير حافلات (مكيفة) مزودة بكافة الخدمات للراغبين من الجماهير بالانتقال للمدرج الهلالي رغبة في تقديم كافة أشكال وألوان الدعم بالحضور الفاعل والمؤثر!

ذلك شعور حافل بمكارم ونبل الأخلاق والوقوف صفاً واحداً مع ممثل الوطن.. لكن كل هذا لن يتجاوز محطة الأقوال! وحقيقة الأمر لا تبتعد عن المجاملات خاصة من جانب إعلان أندية معينة معروفة جداً بمواقفها تجاه ممثل الوطن الهلال!..

ومع هذا سنقول بأن مثل تلك الخطوات (التقاربية) تعتبر (حسن نوايا) في تغيير المواقف والمشاعر السلبية التي ترتقي أحياناً لدرجة (الكراهية) والعدوانية صوب كل لون (أزرق) جميل!.. لقد تابعت ذلك الظهور الإعلامي لمسئولي أندية.. شخصيات رياضية واجتماعية.. وجدت في لقاء الهلال فرصة سانحة و (لا تعوض) للبروز و(التكسب) الإعلامي عن طريق اعلان التبرع وفتح الباب للراغبين في التوجه للرياض لمساندة الهلال.. ولم أعد قادراً على (تذكر) رقم وعدد الحافلات التي تقرر تجهيزها لتقل المشجعين من مختلف قرى ومحافظات المملكة.. لكن تبين لي أنه في حال حضور (نصف) الجمهور القادم بواسطة الحافلات فإن ملعب المباراة ستغلق ابوابه مبكراً لعدم مقدرته على استيعاب تلك الجماهير.. اللهم إلا إذا قرر جمهور الزعيم المتواجد بالعاصمة (الإيثار) ولزم البقاء في منازله لإتاحة فرصة الحضور والدخول للملعب للقادمين من خارج حدود العاصمة!!

** مرة أخرى.. شكراً لتلك المشاعر الحميمة التي عبر بها وتحدث أكثر من رئيس ناد للوقوف مع الهلال.. لكن إذا تجردت من العاطفة وحضر المنطق والعقل فإن الأخير سيعلن بكل صدق وأمانة ان جمهور الهلال المتواجد في أحد الاحياء السكنية بالعاصمة التي يقدر عددها بحوالي الـ 5 مليون نسمة.. غالبيته من فئة الشباب.. قادرون على تغطية كافة مقاعد المدرجات وعندها يصعب العثور على مقعد واحد شاغر!

** ولأن مباراة الغرافة تعد من الوزن الثقيل.. وتشكل أهمية قصوى في مسار خارطة الأزرق بالدوري الآسيوي.. فإن جمهور الزعيم الذي يعرف تلك الحقيقة كاملة.. لن يحتاج إلى (دعوة) للحضور.. وكذلك فإنه لن ينتظر أي (فزعات) جماهرية.. وقد تعيد مباراة اليوم ذكريات الملز إبان فترة التسعينيات الهجرية عندما كان الجمهور الأزرق يحضر بقوة مردداً.. (أوووه يالأزرق.. ياهلال) وقد يسمع الصدى في مختلف إحياء الرياض.. فهل يكرر جمهور الزعيم في لقاء الغرافة ذكريات مضت.. كان خلالها يقدم مبارة اكثر حماسا وتشويقا في المدرجات.. وما أدراك عن جماهيره الهلال!!

لقد تحدث من تحدث.. وحدثت بتجاوزات لا حصر لها في شأن كثافة الشعبية الهلالية!

ولقاء الغرافة.. كما هو يشكل قيمة للفريق الازرق في حالة الفوز لضمان التقدم خطوة بالغة الأهمية نحو اللقب الآسيوي.. فإنه كذالك يعتبر (مقياس ريختر) لحسم قضية الكثافة الجماهيرية.. فهل يتحرك اليوم جمهور الأزرق لملعب المباراة مذكرا بما حدثت في لقاء نهائي الاندية الخليجية بالرياض أمام العربي الكويتي والتي كانت ليلة جد ماطرة واشتهرت بهدف سعد مبارك!!

أبطال العالم.. يحملون هوية الوطن!!

فزنا بكأس العالم لذوي الاحتياجات الخاصة للمرة الثانية على التوالي ..! تحقق الكأس بجدارة واستحقاق.. ولكن وسط صمت مطبق من قبل الاعلام الرياضي الذي كان ولايزال منهمكا في شئون كرة القدم لفئة الأسوياء.. وكأن افراد ذوي الاحتياجات الخاصة الذين مثلوا الوطن و(شرفوه) في جنوب افريقيا لا يحملون (هوية) الوطن التي مثلوها خير تمثيل وبدرجة عالية.. وتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.. متجاوزين انجازات أولئك الذين يحتفي بهم الاعلام (ليل.. نهار).. رجال ذوي الاحتياجات الخاصة بقيادة المواطن المخلص عبدالعزيز الخالد... عبارة عن كوكبة من النجوم التي لم تتمكن وسائل الاعلام من رصدها ومتابعتها وتقدير قيمة المنجز الوطني الذي تحقق للمرة الثانية بعد مرور أربع سنوات من بطولة المانيا.. وعلى استحياء شديد تواجد الاعلام في محاولة متواضعة لتقديم المنتخب للرأي العام كواجهة مشرفة للوطن.. وبعدها انصرف عنه وادار (ظهره) له.. والتفت له مرة ثانية بعد انجاز جنوب افريقيا.. ومن المؤكد بأنه يمنحه النزر اليسير من الضوء والبريق الاعلامي حتى موعد المشاركة الثالثة القادمة! كم نحن.. وللأسف... أقولها بمرارة لا توصف نحن بخلاء جدا اتجاه هذا المنتخب وعاجزين عن استثمار تلك الفئة لتعزيز تواجدهم في المجتمع من خلال ابراز قدراتهم والتأكيد على إمكانية مشاركة مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة في المساهمة بعملية البناء والتنمية.. تأملت كثيرا حينما التقيت عددا من افراد تلك الفئة ولمست شعورهم بالإحباط من عدم انصافهم اعلاميا.. إلى متى يستمر الوضع قائما..؟ وسامحونا!!

الرئيس (حقوي)

كم هم محظوظون جدا.. أولئك الرؤساء

رئيس ناد..! أو كان رئيس (قسم) في دائرة حكومية!.. وان لم يكن أحد هؤلاء ممن ذكرت سابقا.. فإن رئاسة رابطة المشجعين لأحد الأندية.. خاصة الكبيرة منها.. هو الآخر محظوظ.. ولك أن تتصور مركزه كقائد يحرك الجمهور يمينا ويسارا.. يتولى إدارتهم والاشراف عليهم وتنظيم حركاتهم وسكناتهم بمجرد اشارة حركية او توجيه بكلمات محدودة بواسطة (المايكروفون) الذي يمسك به مشجع يضعه تحت تصرفه طيله تواجده بالمدرج.. وقد يتم (تفريغ ) مشجع آخر يتولى تقديم الخدمة له من إمداده بالماء والعصير.. ومسح (العرق) بالفوطة اذا ظهرت قطرات على وجهه.. (الخبير يبي فوطة)..

وإبراهيم حقوي.. الذي كان رئيسا لاكثر من رابطة جماهيرية واليوم يتزعم قيادة جمهور الشمس.. قرأت بالأمس أن ناديه أقر عليه تعهدا بعدم الادلاء بأى تصريح لوسائل الاعلام..

وتساءلت: لماذا هذا الإجحاف بحق (حقوي).. إنه رئيس كغيره.. له حقوق.. وعليه واجبات؟؟..

كم تمنيت على حقوي بصفته رئيسا لرابطة ينحصر دورها في تحفيز اللاعبين بالهتاف والأهازيج والاكتفاء بتلك (الصلاحيات) وعدم تجاوزها.

وسامحونا



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد