بشكل مقنن ومتفق عليه ومعد له سيناريو محكم ليبدو للمتلقي وكأنه حقيقة لا تقبل الجدل وكآخر الأوراق التي من الممكن أن تتيح المجال للنقاش والجدل حول الأكثر شعبية ما بين الأندية السعودية برزت على السطح الإعلامي المقروء والمرئي مؤخراً مقولة (أكثرية الحضور الجماهيري بالمدرجات) وتقديمها وكأنها واقع وحقيقة لا يمكن الطعن بها أو الاختلاف حول صحتها وقدمت للرأي العام للإشارة إلى تفوق الجماهير النصراوية على غيرها من جماهير الأندية الأخرى.
أكذوبة الحضور الجماهيري بالمدرجات أحيطت بعناية فائقة وتم تبنيها ورعايتها وتغذيتها وتكرار طرحها بشكل ممل وكأنها واقع لابد من الاعتراف به ومسايرته والتسليم بصحته.
مقولة ان جماهير النصر الأكثر حضوراً بالمدرجات وسيلة للوصول لغاية الهدف منه مكشوف للتأثير على مصداقية البحوث والاستفتاءت العلمية المحايدة والصادرة من شركات عالمية مختصة كزغبي وابسوس والجهات ذات العلاقة بالاستثمار الرياضي كموبايلي وشركة الاتصالات السعودية الشركة المزودة لخدمة جوالات الأندية في رسائل (sms) والتي سبق أن أعلنت أن عدد مشتركي جوال الهلال خلال فترة تشغيله تراوح ما بين 162 ألفاً كحد أدنى و280 ألفاً كحد أعلى، فيما تراوح عدد مشتركي جوال النصر ما بين 84 ألفاً و130 ألفاً يليه جوال الأهلي برقم تراوح ما بين 33 ألف كحد أدنى و38 ألفاً كحد أعلى وتصريح محيي الدين صالح كامل مالك راديو وتلفزيون العرب (Art) المتكفلة بإدارة وتشغيل قنوات الأندية حين أكدت على أن مشتركي قناة الزعيم يفوق بمراحل مشتركي قناتي العالمي والعميد.
الحضور الجماهيري بالمدرجات وبمختلف مناطق المملكة ووفق الاحصائيات الرسمية الصادرة من مدراء الملاعب لا يختلف بحقيقته عن ما اتفقت عليه مختلف الاستفتاءات والدراسات والبيانات الإحصائية من قبل الشركات الاستثمارية بالمجال الرياضي وما سبق ان كشف عنه مسؤولو ملاعب القصيم والشرقية والهفوف بأن الجماهير الهلالية بتواجدها ومساندتها ودعمها وزحفها خلف الأزرق تبقى الرقم الصعب الذي يستحيل محاذاته ما هو إلا أبلغ رد على من امتهن قلب الحقائق رأس على عقب واستثمار الظهور الإعلامي لخداع الجمهور الرياضي بصراخ وضجيج وحجج بليدة تكشفها الأرقام التي سبق أن نشرناها بالجزيرة ومن مصادر رسمية.
ما يردده الإعلام النصراوي وصدقه وردده بعض قيادات النصر الإدارية والشرفية بأن جماهير الأصفر تتميز بحضورها بالمدرجات عن غيرها من الأندية أشبه بذر الرماد بالعيون فالأرقام تثبت العكس تماماً ومع ذلك لا زال البعض يعاند ويكابر ويقفز فوق الحقائق ويتحمل وزر إقحام جماهيره بمقارنة خاسرة ومنافسة غير متكافئة سيكون تأثيرها السلبي أكبر متى استمر النصراويين بكافة شرائحهم همهم التأثير على مصداقية أي تفوق هلالي كتنامي وتزايد شعبية الهلال بشكل يفوق التصور دون النظر إلى تمعن مسببات هذا التفوق ومحاولة الاستفادة منه وتتبع إيجابياته ومقوماته.
فالأزرق لدى كبار الهلاليين وصغيرهم يمثل أول الأولويات يختلفون لمصلحته ويتفقون لأجله يجمعهم حبه ولا يعنيهم شأن غيره مما أثمر عن تواصل إنجازاته وحضور نجومه موسمياً على منصات التتويج وبقائه كطرف ثابت بالمنافسة فيما لا يزال الأصفر ولاثني عشر موسما يدور بحلقة مفرغة وسيناريو موسمي معتاد يبدأ بوعود تتبخر مع اشتداد المنافسة وتتحول لإخفاق وفشل تتجرع مرارته جماهير فارس نجد.