إذا كان الفريق القطري الشقيق يعرف ب(الغرافة).. فهذا اليوم سيلاقي «جرافة» زرقاء في أرض الملعب وأخرى في المدرجات ستجرف أحلامه وتطلعاته الآسيوية بإذن الله.. وإذا كان الغرافة لديه نجوم من العيار الثقيل.. فالهلال بأكمله فريق من العيار الثقيل.. والزعيم هو من يحدد مصيره في هذه البطولة.. فبيده الاستمرار بقوة أو تبديد أحلام جماهيره.. فحتى عندما خرج من المنافسة في البطولة السابقة.. خرج بطريقة بيدي لا بيد غيري.. مباراة من طرف واحد.. فريق يلعب وفريق مستسلم ومتقوقع للدفاع بحثًا عن وقت إضافي وركلات ترجيح كعادة الفرق الانهزامية أمام الفرق الكبيرة.. وهو ما جعل بلاتر يعلن عن وجود توجه قوي نحو إلغاء الأوقات الإضافية أو اللجوء للهدف الذهبي..
ما يدعو للتفاؤل والاطمئنان أن أمام الهلال 180 دقيقة لتجاوز الغرافة.. وهذا سيقلل من فرص وقوع المفاجأة.. التي وقعت عندما راهن الهلاليون على 90 دقيقة للحسم أمام أم صلال والوحدة الإماراتي.. مع أنها مباريات لعبت من طرف واحد.. ولكن لم يوفق الهلال لأمر أراده الله..
ولكن الآن هم أمام مباراتين و180 دقيقة.. وهذا يدعو للدخول بهدوء بعيدًا عن التوتر والاستعجال، لأن فرص التعويض متوفرة.. كما أن الدخول بحثًا عن فوز عريض وكمية أهداف سيربك مخططات الفريق ويجعل ألعابه متسرعة ومتوترة.. فحجم النتيجة تحدده ظروف المباراة.. فهو يأتي تلقائيًا كما حدث عندما نازل الهلال بونيادكور الاوزبكي بحثًا عن تأهل ولو بفارق هدف.. فاجتاح الأزرق الفريق الأوزبكي بثلاثيه رغم قوة ذلك الفريق الذي هزم الاتحاد بثلاثيه..
فنيًا الهلال يُعدُّ في جاهزية جيدة حتى في غياب فيلهامسون والمرشدي وعزيز والزوري وهم عناصر أساسية.. ولكن البديل الجيد قادر على التقليل من التأثير السلبي لغيابهم..
ويوجد نقطة لا بد من التنبيه لها أن مهاجمي الغرافة كليمرسون ويونس يمارسان عملية الضغط على حامل الكرة.. وبعض مدافعي الهلال يبالغون في الاحتفاظ بالكرة في الخلف وعدم نقلها سريعًا للاعب الخالي.. أو حتى تشتيتها تحت الضغط..
الهلال لو فاز بهدف سيكون نتيجة معقولة.. والمهم نظافة شباك الهلال.. بل لو لعب الهلال وأبدع وأقنع الجماهير بمستواه ولم يوفق وانتهت المباراة سلبيًا.. ستظل عوامل التفوق والتأهل بيد لاعبي الهلال.. لأن الفريق الشقيق في الإياب حتمًا سيفتح ملعبه أمام نجوم الهلال وهو يعني الانتحار كرويًا..
ففي التصفيات الأولية فريقا السد القطري والأهلي الإماراتي نجحت طرقهم الدفاعية وعادلا الهلال بالرياض.. لكن الهلال افترسهم بالثلاثيات على ملاعبهم عندما فتحوا ملعبهم وحاولوا مقارعة الزعيم الند للند.
جمهور الحافلات
أخشى أن يتأثر حجم الحضور الجماهيري إلى استاد الملك فهد بزوبعة الحافلات القادمة للرياض.. وأنديتنا الغالية تشكر على وقفتها الوطنية وتكفلها بتسيير حافلات لنقل الجماهير الهلالية من مناطقها.. وهذا مصداق لنتيجة استطلاع شركة «أبسوس» الأمريكية الذي أثبت أن نادي القرن الآسيوي له الأغلبية الجماهيرية في جميع مناطق المملكة عدا واحدة.. إلا أن هذه الزوبعة الإعلامية عن حملة الحافلات قد تصرف البعض عن الملعب اعتقادًا أنه قد لا يجد موطء قدم بالاستاد.. ويصير فيه شيء من الاتكالية.. خصوصًا أن الدخول ليس مجانيًا كما كان يتوقع!.. وجمهور الحافلات سيغطي جزءًا صغيرًا من الاستاد.. ولن تكون إعداده متناسبة مع الهيلمة الإعلامية المصاحبة لها.. فلنفترض جاءت عشرين حافلة وكل واحدة منها تحمل خمسين مشجعًا.. المجموع ألفا مشجع!.. إذن جمهور العاصمة هو من بيده ملء الاستاد..
وأنا عمومًا ضد حضور الجماهير من مئات الكيلومترات.. لأن الرياض سكانها يقارب الخمسة ملايين نسمة.. وهي بحر أزرق عرمرم.. فلو وجهت هذه الحافلات وبترتيب معين وتنسيق مع الجهات المعنية لنقل الجماهير من أحياء الرياض خصوصًا البعيدة عن الاستاد.. لكان أكثر جدوى وأقل تكلفة.. فكثير من جماهير العاصمة لا تستطيع الحضور للاستاد بسبب عدم توافر وسيلة النقل.. أو خشية الازدحام الهائل في الطرق والمواقف..
الإخراج على المحك
مباراة اليوم ستكون مواجهة من العيار الثقيل فنيًا وجماهيريًا وأهمية.. وستكون متابعة وبشدة خصوصًا في منطقة الخليج. ونتمنى أن نرى إخراجًا تلفزيونيًا يرفع الرأس أمام الأشقاء ويواكب أهمية المباراة.. وينقل المشاهد إلى داخل الملعب.. فنحن نتأسف عندما نرى روعة الإخراج في دوري قطر ونقارنه بمستوى الإخراج لدينا.. رغم العوامل المتوافرة هنا للإبداع في الإخراج.. من حضور جماهيري وتنافس قوي ومستوى فني عالٍ.. لكن بعض المخرجين يبدع في مباريات معينة ويختفي إبداعه في مباريات أخرى!!
نتمنى نرى توزيعًا ذكيًا ومختلفًا للكاميرات.. نتمنى أن نرى دمجًا للجماهير مع سير المباراة في جميع اللقطات.. خصوصًا في الكاميرا الرئيسة.. وهذا يدعو إلى إعطاء زاوية تصوير أو»زوم» أوسع.. فهذا يجعل المشاهد أكثر استمتاعًا ومتابعة للمباراة.. كما يحدث في الإخراج العالمي والخليجي!!
ولا أرغب الحديث عن مخرجين بأسمائهم بحجة أن الميول يتحكم بإبداعهم، لأننا نثق بقدرتهم وإبداعهم وأنهم حريصون على إنجاح المباراة تلفزيونيًا أكثر من غيرهم.
برشلونة الأكثر شعبية
مع أن الاستطلاع كان على عينة من 10200 شخص في 17 بلدًا.. فهذا لم يمنع الشركة العالمية الألمانية التي تولت هذا الاستطلاع من أن تعلن وبكل ثقة وبدون تردد أن برشلونة حاليًا النادي الأكثر شعبية في العالم.. لو قسمنا هذه العينة العشوائية على عدد البلدان ستكون العينة تقل عن 700 شخص من كل بلد..
وحتى ساعة كتابة المقال لم يصل من وكالات الأنباء أي خبر عن احتجاج أو اعتراض من المنافسين لبرشلونة كريال مدريد أو ألمان يونايتد.. ولم يخرج صحفي أو إعلامي محسوب عليهم ليزعم أن الاستفتاء مسرحية أو مقبوض الثمن أو عبثي أو متحيز.. أو أن العينة قليلة ولا بد من عد وإحصاء الجماهير واحدًا واحدًا فردًا فردًا!!..
ومع أن نتائج استطلاع شركة «أبسوس» الأمريكية الأخير الذي نصب الهلال كأعظم الأندية جماهيرية لم يأت بجديد.. هو فقط كرّس حقيقة يعرفها حتى من أنكرها وكابر عن الاعتراف بها.. ومع أن العينة هي «ستة آلاف» أي عشرة أضعاف عينة الاستطلاع الذي نصب برشلونة الأكثر شعبية دون اعتراض.. فقد خرج الكثير ممن يحتج ويعترض ويشكك بأسلوب يكشف عن جهل وتعصب مبالغ فيه..
مثلاً أحدهم كشف عن أمية مزمنة لديه.. فنسف إحدى أهم أساسيات علم الإحصاء.. عندما قال العينة عشوائية إذن النتيجة عشوائية.. إلا قاتل الله الجهل.. ترى كيف يسمح لمثل هذا الأمي بالظهور في برامج رياضية وفضائية وهو على هذا القدر من الجهل والأمية الفكرية والضحالة الثقافية..
وآخر يستغرب أن يتفوق الهلال في بريدة على جماهير عملاقي القصيم كما يقول.. كأنه يتجاهل أن جماهير الرائد والتعاون يشكلون النسبة الأكبر من جماهيرية الهلال في بريدة.. وتفوق الهلال جماهيريًا في بريدة والقصيم عمومًا أمر مسلم به.. ومن حسن حظ هؤلاء ومن سوء حظي إنني كنت متوقفًا عن الكتابة.. لأن آراءهم مدعاة للضحك والشفقة وتثير السخرية.. ومن السهولة ردها عليهم..
أقبل أن يخرج شخص ويرفض ولا يعترف به كشأن ورأي شخصي.. لكن لا يأتي بتبريرات ساذجة معتقدًا أن الجماهير مغفلون وسذج إلى هذه الدرجة.. على كل حال موضوع ربما أعود له لاحقًا.. لأن الوقت غير مناسب لطرحه حاليًا..
كلّنا «كلانا»
قال تعالى {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.. هذه الآية اعتقد أنها تنطبق على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي (كلانا) والجهود الخيّرة التي تبذلها للتخفيف من معاناة مرضى الفشل الكلوي.. لأن كل (جلسة غسيل) لمريض هو استمرار وبقاء له في الحياة بإذن الله بعد.. ولكن تظل تكلفة ونفقات رعاية هؤلاء المرضى باهظة.. وأعدادهم تتزايد كل عام..
فلا بد من تضافر الجهود.. والتبرع لهذا البرنامج الخيري.. ولو برسالة مقطوعة بإرسال رسالة (إس إم إس) على 5060.. أو تبرع مستمر كصدقة جارية عند إرسال رسالة بالرقم واحد على نفس الرقم.. بعد عشرة أعوام ستكون دفعت 1440 ريال.. تخيل هذا المبلغ ممكن الآن تنفقه خلال دقائق ربما على شيء عادي ولا يستحق..
هذه الصدقة الجارية أو حتى المقطوعة تقيك مصارع السوء.. وبإذن الله تسهم بالحفاظ على صحتك وطول العمر.. لأنك تسهم بإحياء نفس فيكون الجزاء من جنس العمل.. فضلاً عن الأجر والثواب العظيم بالآخرة.. فلا تتأخر.. فما نقص مال من صدقة..