ليست الجماهير الهلالية وحدها بل السعودية قاطبة على موعد هذا المساء مع زعيمها الآسيوي ونادي القرن ليتعانقا معاً عناق العشق والهيام.. والحب والوفاء.. والإخلاص والتضحيات.. عناق الأحبة.. عناق العاشقين..
نعم الليلة سنكون جميعاً يداً واحدة مع ممثل الوطن وزعيمها عندما يلتقي فريق الغرافة القطري في مواجهة مختلفة ومواجهة غير كل المواجهات الاعتيادية التي قد نشاهدها او نتابعها.. الليلة موعودون على أرض الدرة بأن يقدم الفريق الهلالي لعشاقه ومحبيه ومحبي الوطن والوطنية الحقة..!! ما اعتدناه من نجومه الكبار في رسم لوحة فنية وإبداعية جميلة لن تكتمل إلا بصبغ مدرجاته السبعين ألفاً باللون الأزرق البراق لتتحول إلى أمواج هادرة لتقديم الدعم بكل ما تملك تلك الحشود الجماهيرية المتوقعة لكي يخرج الفريق الأزرق من تلك المواجهة الصعبة المراس بما نصبو إليه وهو الفوز وتسهيل مهمته في لقاء الإياب الذي سيكون أكثر صعوبة إذا لم يستطع أن يتحقق في هذا المساء ليبعث الاطمئنان في نفوس أنصاره ومحبيه نحو السير إلى اللقب الآسيوي.
أمسية اليوم التي تأتي بعد أفراح عيدية عشناها على مدى الأيام الماضية نريدها أن تستمر أعياداً وأفراحاً بحضور شهود العيان من أبناء بني هلال.. نريدها ليلة بالفعل (يطرز بها نور القمر.. نصف الشهر.. والهلال فيها عريساً..).
نريدها ليلة غير عادية للهلاليين وللوطن.. ومن أبناء الوطن، كما هي عادتهم في الكثير من المناسبات والمنافسات.. نريد من تلك الجماهير أن تتغنى بنجوم الزعيم وهم يرسمون لوحاتهم الإبداعية ويعزفون سنفونيتهم وسط جماهيرهم الحاشدة..
نريد أمسية الليلة عنواناً وترجمة حقيقية لرائعة شبيه الريح الذي سيكون بين هؤلاء والداعم الأول لنجوم الفرقة الزرقاء ترجمة لما تغنى به من قبل ورددها فنان العرب نريد أن تردد من جديد في هذا المساء جميعاً بعد صافرة النهاية.. ونكررها.. (مساء الخير والإحساس والطيبة.. مساء ما يليق إلا بأحبابي)، فالليلة هي ليلة استثنائية.. نريد من تلك الجماهير أن تلهب كفوفها وأصواتها مدرجات الإستاد.. نريدها أن تكون في هذه الأمسية وعلى أرض الدرة (درة) نريدها..
(مُذهلة.. ما هي بس قصة حسن.. رغم أن الحسن فيها بحد ذاته.. مشكلة
مُذهلة.. كل شيء فيها طبيعي.. ومو طبيعي
تملأك بالأسئلة.. هي ممكنة وإلا محال..؟!
هي أمر واقع.. أو خيال؟!.. نعم.. نعم نريدها بالفعل.. مُذهلة..)
أمسية اليوم الأربعاء.. أمسية يحتاج فيها الهلال ونجوم الهلال إلى جماهيرهم أكثر مما كان ومما هو من قبل على مدى نصف قرن تقريباً كانت فيه العلاقة بينهما وطيدة وتزداد حباً وعشقاً مع توالي الإنجازات والتي جعلت منه ظاهرة تضاهي الظواهر الكونية وجعلت منه زعيماً متوجاً بزعامته المطلقة (نادي القرن) لنصف الأرض، نادي القرن في آسيا وهو اليوم سيدخل واحدة من أهم خطواته في القارة الصفراء لتأكيد تلك الزعامة.. وإن كانت تلك الجماهير لا تحتاج لدعوة إلا أنها مطالبة بالحضور ومطالبة بالمؤازرة.. والوقوف بجانب اللاعبين.. فالمواجهة صعبة.. والخصم عنيد.. والمشوار طويل انقضى منه الكثير ولم يبق إلا القليل.. والهلال بنجومه وأنصاره وكذا رجالاته المخلصين والداعمين قادر على الاستمرار في مسيرته وقادر على الوصول إلى هدفه ومبتغاه..
فالهلال بثوبه الجديد الذي ارتداه لموسم كامل ولايزال يتزين به.. ظهر بشكل مختلف.. ولون مختلف.. وطعم مختلف.. وأداء مختلف.. والرقم الصعب (جمهور الهلال) مختلف هو الآخر كما هو الفريق ونجومه.. الجماهير الهلالية هذا الموسم كانت العلامة الفارقة في كل اللقاءات التي يكون الزعيم طرفاً فيها، وكأن الهلال وهو يطوف مناطق المملكة يؤكد في كل منها أنه الأكثر والأبرز والأروع.. فالهلال وهو في القصيم والأحساء والدمام وكذلك مكة وجدة ونجران كانت جماهيره تسجل حضوراً مميزاً وكبيراً، وكأن لسان حالها يقول (أينما حل الزعيم في أرض فهي أرضه).. كانت تلك الجماهير هي الرقم الصعب بالفعل حضوراً ومؤازرة وفاعلية وشريكاً رئيساً في تحقيق الانتصارات والألقاب والإنجازات..
فاليوم وهذا المساء هو الموعد واللقاء الحقيقي بين الهلال وأنصاره بعد فترة استرخاء وتجدد.. وما نتمناه أن يكون في نهايته عيدية أخرى وتهان متبادلة وفوز هلالي في طريقه نحو استعادة لقبه الآسيوي.. وما نتمناه أن تكتمل الفرحة لتكون فرحتين بفوز آخر لممثلنا الآخر الفريق الشبابي في غربته ويعود من كوريا بفوز يسهل مهمته في الإياب..
nnabeel33@hotmail.com