ارتبط العيد بالبهجة والتجدد والجمال بكل صوره ومعانيه على مر الأجيال والعصور والشاعر هو جزء من مجتمعه يؤثر ويتأثر لا نستطيع أن نأخذ ما يكتبه من شعر بمنأى عن مسبباته فيما يذهب إليه من معنى يصوره بروائعه الشعرية سواء تناولناها من جانب انطباعي أو من منظور نقدي.
|
يقول عبيد الرشيد المتوفى سنة 1289هـ رحمه الله:
|
ناح الحمام بعاليات المقاصير |
وأهل الهوى طربين ما يسمعونه |
ذكرتني يالورق لا ذكّرك خير |
غروٍ كما لدن المطارق غصونه |
وش نوح ما كم ضايعٍ ياهل الحير؟ |
نبي نعدله كان ما تعدلونه(1) |
مع الحميّا ساقتن نية الخير |
والشرط ما نبغاه لو تجدعونه |
|
تمسي عروق القلب عندي معاشير(2) |
ويزهر ثمر قلبي وتطرخ غصونه |
باكر (ضحيّْ العيد) لادقّوا الزير |
وما عندهم من غاليٍ يلبسونه |
يظهر حبيبي كالخلاصه من الكير |
عذته برب البيت لا ينحتونه |
وفي علاقة ماثلة بين الزمان والمكان والعيد وتبعات تأثيره المباشرة في وقعها على قلوب مشاهير الشعراء يقول الشاعر الكويتي الكبير بورسلي رحمه الله:
|
الله أقوى يا نصيبي وانا وش بيدي |
كل ما عدّلت واحد يميل الثاني |
قيدوني يالله إنك تحل القيدي |
من يحل القيد ومن يرضي الزعلاني |
كل ما دش الهوى قلت له يا سيدي |
ما تبيع الورد يا راعي البستاني |
|
ولعوني بالهوى من (نهار العيدي) |
وعادة الأعياد تلعب على الشبّاني |
وفي سياق متصل نشير إلى سامرية شهيرة اختلف الرواة في شاعرها، فبين من ينسبها لمحمد بن علوش - راعي الزبير - كالمؤلف الدويش وأشار إلى ذلك الأستاذ محمد الحمدان في ديوان السامري والهجيني، وبين من ينسبها للشاعر محمد بن لعبون رحمه الله:
|
يا ذا الحمام اللي سجع بلحون |
وش بك على عيني تبكيها |
ذكرتني عصرٍ مضى وفنون |
قبلك دروب الغي ناسيها |
أهلي يلوموني ولا يدرون |
والنار تحرق رجل واطيها |
لا تطري الفرقى على المحزون |
ماداني الفرقى وطاريها |
أربع بناجر في يد المزيون |
(توّه ضحىّْ العيد شاريها) |
عمره ثمانٍ مع عشر مضمون |
مشي الحمام الراعبي فيها |
يا من يعاوني على الغليون |
والدله الصفراء مراكيها |
ستة بناجر وأربعٍ يزهون |
وإن اقبلت فالنور غاشيها |
أما الشاعر الكبير محسن الهزاني رحمه الله فقال:
|
يا خرّداتٍ ناطحنّي (ضحى العيد) |
ما هنّ عن غزلان الأفجاج ببعيد |
منْ هنّ قال: امورّد الخد والجيد |
اشتر جمال اليوسفي قلت أنا بيش |
قالت: تسومه قلت: بالروح والحال |
وبكل ما تملك يميني من المال |
|
وقفت عنده ساعةٍ قال: أساليك |
باللِّي عن أسباب المنايا يعدّيك |
من مولع به؟ قلت: أنا مولعٍ فيك |
أغضى ولجلج بالعيون المداهيش |
|
|
(1) وش نوح؟: ما بال بلهجة شمر، وفي البيت يشير إلى ما كانت تفعله الفتاة حين رآها.
|
(2) معاشير: محملة بالسعادة من الناقة العشراء - تطرخ: ترفرف.
|
|