عيد الفطر:
يبدأ التجهيز للعيد قديماً في جلاجل قبله بعدة أيام، وذلك بقيام النساء بخياطة ثياب أبنائهن وبناتهن أو شرائها إن وجدت، وعادة ما يلبس الطفل الثوب من العيد إلى العيد مع لبسه سائر السنة، وتبدأ النساء بطبخ الحب وتلوينه بأنواع الألوان كالقرمزي والأصفر والأخضر والأزرق، ويلون الحب بالقرمز وقشر الرمان والبزار، وغير ذلك، ويتكون الحب عادة من القريض المشكل والحلاوة المشكل والحنبصيص والخشخاش والبيض المطبوخ الملون بالألوان والبرميت والكليجاء والأقط وحلاوة الصعو، وغير ذلك لإعطائه الأطفال أيام الحوامه، والحوامه أو العيدية كما تسمَّى حديثاً تسبق يوم العيد بيوم أو يومين، وكذلك صباح العيد وما بعده حيث يلبس الأطفال الذكور والإناث ثيابهم الجديدة مزهوين فرحين بها يجوبون سكك البلدة زرافات ووحداناً يطرقون أبواب البيوت لأخذ تلك العيدية مرددين أهازيج ومردودات تدل على ابتهاجهم وفرحهم أن أعطوهم أهل البيت تلك العيدية، وتدل على سخطهم إن لم يعطوها، ومن تلك الأهازيج والمردودات:
حوموني.. حوموني
أو عطوني عيدي عادت.. عليكم في حالٍ زينه
ويقول الطفل:
أوقف الحميّر أو أمشيه (والحميّر تصغير لإسم الحمار)
فإن قال أهل البيت وقفه، قال الطفل:
جعل الفقر ما يجيكم.. ولا يكسر يديكم ولا رجليكم
وإن قال أهل البيت مشه، أي الحميّر، قال الطفل:
عشاكم شطْ الفاره.. وأودامه بول حماره
وأبو جعل يبليه.. والخنفسانه قفرة له
جعل الفار يملا داركم.. ويمشي على مجرا بابكم
وتقوم المرأة بخياطة ثيابها وثوب زوجها وأبنائها وبناتها؛ حيث إن الثوب يكون مرة واحدة من العيد للعيد، ويمكن أن يلبس هذا الثوب لعدة أعياد مع لبسه سائر السنة.
ويجوب الأطفال سكك البلدة طيلة تلك الأيام على هذه الحال، وقد يعودون إلى بيوتهم بعد الظهر أو مغيب الشمس، وقد امتلأت جيوبهم وطواقيهم مما جمعوه من هذه العيدية أو الحوامه وبعضهم يذهب إلى بيت أهله ويفرغ ما جمعه ثم يعود للحوامه مرة ومرات.. ويواصلون طلب الحوامه في أيام الحوامه من الصباح الباكر.
والعيد في جلاجل قديماً له طعم ومذاق ونكهة إن جاز التعبير، ولقد تغيّر بعضها في الوقت الحاضر. ولا تزال بعض مظاهر العيد قديماً موجودة لا سيما عادة إخراج طعام العيد.. والحوامه أو العيدية وخروج الأطفال لطلبها أيام العيد.
وفي ليلة العيد تقوم النساء بتجهيز غداء العيد والسعي فيه، فإذا كان صباح العيد ذهب الرجال وبعض النساء إلى مصلى العيد ويقع خارج البلد، فإذا انتهت الصلاة والخطبة رجع الرجال والنساء إلى بيوتهم وأخذ الرجال يسلم ويبارك لأهل بيته وعياله بالعيد، ثم يخرج كل صاحب بيت متأهل بطعام عيده إلى مكان العيد وسمّي (المعيد) الذي قد هيأ ورش بالماء من قبل الأطفال الصغار والذين لم يشهدوا صلاة العيد ثم يبدءون بوضع فرشهم، وكان قديماً يفرش بالحصر من الخوص والمداد وكل حي من جلاجل البلدة القديمة بها معيد متعارف عليه من قبل ساكني الحي لا يتغير، وكذلك في الطلع وهي النخيل كالشمالية والعلاوة والحويطات وبكران والجزيع والقريان وبعد فرش الحصر والفرش يضعون الأعياد، ومن ثم يسلم بعضهم على بعض ويتبادلون التهاني والتبريكات بهذا العيد وأول ما يبدءون بالسلام على كبار السن، ثم يبدءون بالأكل ويجتمع في المعيد الواحد للحي الواحد عشرون عيداً أو أكثر أو أقل، وينتشر في البلد معايد كثيرة لكل حي معيد وطعام العيد قديماً هو الجريش والمرقوق والقرصان، والرز قليل ثم ينصرف الناس إلى منازلهم ليجتمعوا بأهلهم وأقاربهم ويبدءون بالحديث والثناء على الطعام وجودة صنعه تشجيعاً للنساء على إعداده مرة أخرى في أعياد قادمة، ثم يذهب الرجل وأبنائه للسلام على كبار السن وكبيرات السن من أقاربهم والأطفال يقومون باللعب والتعبير عن الفرح قبل صلاة العيد وبعد الصلاة والانتهاء من تناول طعام العيد بتفجير المفرقعات وهي الشروخ؛ حيث لا يوجد غيرها قديماً حيث ينقسم أطفال الحي الواحد إلى قسمين، كل يرمي على القسم الآخر من هذه الشروخ وبعضهم يصنع الشرخ في تنكة فينفجر بصوت قوي وبعضهم يضع الشرخ في علبة صلصة يثقبه بمسمار في وسطه ويخرج فتيلة الشرخ مع هذا الثقب ويشعلها فيصعد الشرخ بالعلبة إلى عدة أمتار في الهواء وبعضهم يضع الشرخ في ثقب في الجدار ويشعله وينفجر وخبر الصيام يأتي به رجل على مطية من المجمعة فمرة يأتي الخبر الظهر، ومرة يأتي العصر في الزمن بالصيام، وكذلك خبر العيد يأتي به شخص من المجمعة على مطية في الليلة فتخبر إمارة جلاجل أهل جلاجل.
جلاجل - سدير