مكة المكرمة شرفها الله تحولت إلى أنموذج في المشاريع المعمارية الحديثة ذات الطراز الإسلامي:
- الطراز المعماري للمساجد.
- تخطيط المدن الإسلامية.
- الطراز المعماري الشرقي للمباني السكنية.
- الهندسة المائية.
- شبكات الطرق في بنية جيولوجية معقدة.
- الوحدات المعمارية.
- العناصر المعمارية.
وهذه تحتاج من كليات الهندسة وكليات العمارة والتخطيط وكليات الآثار والعمارة التقليدية وكليات الحضارة وأقسام الاستيطان من أساتذة السكان والاجتماع لعمل دراسة موسعة عن مكة المكرمة وتوثيق تلك المشاريع وتقديمها كطراز عمراني مميز وكأنموذج للعمارة الإسلامية.
فقد فرض الطراز المعماري للمسجد الحرام نفسه في طرازه وروحه الإسلامية على البناء و الطرز المعمارية للمساجد الحديثة في العالم الإسلامي.. ليصبح طرازاً مميزاً في عماره المساجد وذلك خلال (30) سنة الماضية من حيث التخطيط والشكل والوظيفة والحيز وتوزيع الوحدات المعمارية ليشكل طرازاً مميزاً في التخطيط وعمارة المباني الدينية والمدنية الحديثة.
فلم يكن تغريبياً أو وافداً أنما طور الطرز المعمارية الإسلامية خلال الحقب الماضية من الأموية والعباسية والسلجوقية والمملوكية والعثمانية وأصبح طرازاً شرقياً مملؤاً بأفكار المحلية المعبرة عن البيئة السعودية والملامح العربية المتكيفة مع بيئات ومناخ جنوب غرب آسيا بكل خصوصياتها البيئية والثقافية.
ويلاحظ على مكة المكرمة أنها شكلت لنفسها تخطيطاً استثمرت فيه جيومورفولجية الأرض من جبال نارية شاهقة كقطعة من الدرع العربي وأودية أخدودية غائرة بالأرض ووهاد وسهول منبسطة مع هضاب وتلال مرتفعة عما حولها ساهمت في توزيع المنشآت المعمارية وتوزيع المشاريع والأحياء السكنية بفواصل طبيعية.. استثمرها المخطط في فك الاشتباك المعماري مع المحافظة على تعاشق وترابط مكة دون فواصل عازلة تعيق الحركة، إنما خطوط صخرية بفعل الجبال وسلسلة الهضاب استفاد منها المخطط.. كما أن الأودية التي اعتمدت على الجبال لتجعلها منطقة تقسيم للمياه تحولت تلك الأودية المنحدرة إلى مجاري تصريف طبيعية ساعدت المخطط أيضاً على توظيفها في تصريف السيول وتوجيهها إلى مصائد المياه لتكون مستودعات لمياه الشقوق التي تشكل شبة طبقات حاملة للمياه.
كما أن مكة المكرمة أصبحت بيئة معمارية معبرة عن أهلها وسكانها من حيث شرقية المباني فباعدت عن الطراز الأوروبي الذي أتسمت به بعض مدننا.. لتأتي مباني مكة المكرمة الدينية الحرم والمشاعر والمباني الاستثمارية والمساكن الشعبية بروح مكة أم القرى التي أنطلقت وبارتفاع شاهق من حافات الجبال وسفوحها المتدرجة وبطاحها الأفقية المتطامنة، فترى مكة المكرمة في أجمل حالاتها في ساعات الأصيل والشمس في طريقها إلى الزوال، حيث تتعاشق أشعة الشمس بسنابلها الصفراء مع جلاميد الصخورها السمراء وبيوتها المخضبة بالبياض لتعكس صورة فيها من الروحانية والطمأنينة ونفس المدن العتيقة ليزيد جمالها على جمال، تلمس فيها رشاقة المدن الحديثة وعتق حجارتها وخضرة الأشجار النهرية.