الرياض - فهد الشويعر
اختتمت مسرحيات العيد عروضها الثلاثة خلال أيام عيد الفطر المبارك، حيث شهدت المسرحيات إقبالاً منقطع النظير من الجمهور المتعطش لمثل هذا الفن الجميل الذي يكون فيه الجمهور أقرب لفنانيهم مقارنة بالتلفزيون والإذاعات.
وخلال العروض ناقشت المسرحيات العديد من الموضوعات الاجتماعية التي تهم المواطن بشكل خاص، ومن بين تلك العروض مسرحية (ختم المدير) لمؤلفها يزيد الخليفي التي سلّطت الضوء على خلق الثقة ونزعها من بعض الأشخاص ليتقمص يوسف الجراح شخصية (أبو خلدون) صاحب مكتب للاستقدام ليضع ثقته الكاملة في موظفه (دريويش) ويعطيه توكيلاً كاملاً لينوب عن موكله في جميع المرافق مع الختم الخاص ب(أبو خلدون) ليستغلها هذا الموظف في غير محلها والدخول في التعاملات غير الشرعية، ومن خلال مشاهد المسرحية بين يوسف الجراح أنه يقف ضد دخول العمالة من خدم وسائقين إلى بيته بالرغم من أنه هو من يدخلها إلى منازل الآخرين، وناقشت المسرحية من جانب آخر الثقة العامة التي يوليها الناس لبعض المشاهير من خلال شخصية الصحفي (علام) الذي سلّط قلمه للدفاع عن قضايا المرأة والمشكلات التي تخلفها العمالة في المجتمع ليكتشف القراء فيما بعد أن كتاباته ليست إلا بحثًا عن الشهرة من خلال طرحه لهذه القضايا الحساسة بعيدًا عن أمانة مهنته الصحفية.
المسرحية بطولة يوسف الجراح وماجد العبيد وبسام الدخيل وناقشت مسرحية (الطبعة الثالثة) التي ازدحمت مدرجاتها بالجماهير هموم رجال الصحافة والعقبات التي تواجه المنتمين لها، حيث يصارعون لطرح ما يهم القارئ، كما تطرقت المسرحية للقضايا التي يواجهها الصحفي نفسه أثناء تأدية عمله في الصحيفة.
المسرحية قادها إخراجيًا عبدالهادي القرني وتأليف مشعل الرشيد وقام بدور البطولة عبد العزيز الفريحي ومحمد حميدة وعبد العزيز النعمي وهذال البيشي وعبد العزيز المطرودي وعلي المطيري وبندر حدادي وسلمان الجعيد.
ومن على مسرح مدارس التربية النموذجية سلّطت مسرحية (جابوه الرجاجيل) الضوء على مشكلة البيروقراطية والتلاعب الإداري في بعض المؤسسات والدوائر الحكومية ودخول بعض مكاتب الخدمات طرفًا في مثل هذه المشكلات وأسباب تفاقمها في الكثير من الأحيان. المسرحية من تأليف مشعل الرشيد وإخراج علي الغوينم وبطولة بشير غنيم ومحمد المنصور وسلطان النوة وعادل الضويحي.
وتطرقت مسرحية (فاصل ونواصل) من على مسرح جامعة دار العلوم لبعض القضايا الاجتماعية بأسلوب كوميدي من خلال الصراع بين بعض كبار التجار وأصحاب المحلات التجارية في مشهدين رئيسين.
المسرحية من تأليف فهد الحوشاني وإخراج صبحي يوسف وبطولة النجمين الكويتيين محمد جابر وعبدالإمام عبد الله ومرزوق الغامدي وخالد منقاح وراضي المهنا وجبران الجبران وأحمد منقاح ورائد الجيلاني ووحيد العبد الله ومحمد منقاح ونواف الدغيم وسعود العجيمان.
ومن خلال مسرحية (بابا سامحني) تطرق الكوميديان خالد سامي لمشكلات اجتماعية عائلية في إطار كوميدي ليأخذ سامي دور الأب الذي يستغل أموال ابنيه ليصرفها على نفسة مجاريًا فيها صيحات العصر، موهمًا ولديه أن جميع ثروته انتقلت إلى ابن عمهم الوحيد (رشيدان) بشكل قانوني لا رجعة فيه.
المسرحية من تأليف علي الأسمري وإخراج رجاء العتيبي وبطولة خالد سامي وعبد الله المزيني وفيصل العمري ومبارك الحامد وعليان العمري ووائل الدسيماني
***
مشاهدات
عند العاشرة مساءً وهو موعد العرض المحدد من قبل الأمانة لبدأ عرض مسرحية (طبعة ثالثة) تفاجأ الممثلون المشاركون في المسرحية أن مقاعد المسرح تبدو خالية إلا من ممثلي الأمانة وأطفالهم مما أوقعهم في حرج كبير وخيبة أمل جراء خلو المقاعد من الجماهير التي تعوّدت مسرحيات العيد خلال الأعوام الماضية على التزاحم الشديد على الحضور وما كان من المشاركين في المسرحية إلا أن اتفقوا على تأخير العرض لمدة نصف ساعة بحثًا عن مصدر النجاح الوحيد لهم وهو الجمهور، وخلال هذا الوقت اكتشف الممثلون أن العائق وراء عدم حضور الجمهور هو إغلاق الطرق المؤدية لمسرح جامعة الأمير سلطان (موقع العرض) قبل انطلاق الألعاب النارية بحوالي نصف ساعة من قبل الدوريات مما أدى لهذه المشكلة مع العلم أن الأمانة تعلم عن هذه المشكلة ولكن لم يتم تفاديها منعًا للحرج وبعد مضي عشرين دقيقة فتحت الطرق وتوافد الجمهور ليملأ مقاعد المسرح قبل انتهاء مهلة النصف ساعة المقررة.
تكتل مواقع عرض مسرحيات العيد في كل سنة على المنطقة الشمالية والشرقية من مدينة الرياض مما يحرم سكان المناطق الأخرى من الحضور بسبب البعد الكبير والزحام المعتاد في شوارع العاصمة الرياض.
مشهد جاد في مسرحية (مستشفى المعاقيل) يوهم الحضور وبعض وسائل الإعلام أن خلافًا نشب بين ممثلي المسرحية.. تزداد الأهازيج بين الحضور وتأخذ الشائعات وضعها ما جعل هواتف الممثلين في المسرحية تستقبل اتصالات كثيفة من بعض الصحفيين للسؤال عن الخلاف الذي نشب على خشبة المسرح.