سأكون قاسياً على إم بي سي، لأنني أمون عليها، ولأنها تنتمي لنا وننتمي لها، ولأنها الشاشة الأكثر حضوراً خلال رمضان وغير رمضان. وبما أنها كذلك، فيجب أن تراعي بعض المقاييس المهنية والذوقية، قبل أن تعرض أي عمل للناس. ولا أظن أن المعلن، الذي هو صاحب السلطة الأكبر في الاستثمار التلفزيوني، سيعترض إذا حافظت القناة على ذوق المشاهدين، أو إذا هي احترمت مشاعرهم أو وضعت اعتباراً لفئة الأطفال والشباب والشابات.
إن مسلسلاً هابطاً على كل المستويات، مثل مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» لا يمكن أن يليق بذوق عام محترم. إنه استعراض يومي لمفاتن أنثوية، بملابس شبه عارية، تخجل أن تشاهدها في أي وقت، فكيف بك في رمضان؟! هذا من ناحية الشكل. أما من ناحية المضمون، فلقد تظاهرت الممرضات في مصر، ضد هذا المسلسل، لكونه يعرض الممرضة على أنها سلعة للرجال، كل يوم مع رجل!
لقد سبق أن قلت، بأنني أتفهم الجانب الاستثماري في الإنتاج التلفزيوني، وأتفهم أن الإعلام اليوم صار صناعة مثل أية صناعة أخرى، وأنه لا يمكن أن يستمر إلا إذا أرضى كل شرائح الجمهور، التي يحب بعضها الأعمال الراقية ويحب البعض الآخر الأعمال الغرائزية. لكن تفهمنا لهذ الأمر، لن يمنعنا من مطالبة إدارة قناة إم بي سي، باتخاذ موقف ريادي، تمسك فيه العصا من النصف، فتكسب المال والاحترام.