Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/09/2010 G Issue 13859
الاربعاء 29 رمضان 1431   العدد  13859
 
أسرة القاتل احتفت بوالد المقتول
السامي يعفو عن قاتل ابنه في العشر الأواخر من رمضان لوجه الله

 

حائل - سعود الرفاع

لأول مرة اجتمعت أسرة القاتل والمقتول وسط احتفالية خاصة بعد أن قام والد المقتول بالتنازل شرعاً عن قاتل ابنه ودون ضغوط او شروط، في صورة من أجمل صور العفو عند المقدرة. ورصدت عدسة الجزيرة وانفردت باجتماع أسرتي السامي والعساف مساء يوم أمس الأول الأحد الموافق 27-9-1431ه، وذلك بعد مضي 24 ساعة من تنازل الأستاذ خالد بن راشد السامي، وما دار في هذا الاجتماع من شكر لله، ثم المبادرة النبيلة والطيبة التي قام بها الأستاذ خالد بن راشد السامي، حيث عفى عن قاتل ابنه لوجه الله في أيام العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. وقال السامي ل (الجزيرة) «إنه منذ أيام يدور في خلدي قصة العفو، ولكن في الحقيقة كنت قد توجهت لأداء صلاة الجمعة الماضية والأخيرة من هذا الشهر الكريم في جامع برزان، والتقيت بكثير من المشايخ - جزاهم الله خيراً - الذين حثوني على العفو في هذا الشهر الكريم وخصوصاً في هذه العشر المباركة، وإن العشر الأواخر فضلها عظيم ومضاعف.. وبعدها هداني الله وتنازلت عن حقي لوجه الله تعالى، راغباً فيما ما عنده من الأجور العظيمة، وأن يغفر لابني ويدخله جنات النعيم».

وأضاف أيضاً: «إنني - ولله الحمد - تنازلت لوجه الله تعالى، ودون أي وجاهات أو طلب من شخص معين، ثم سألت نفسي بعدما ذهبت إلى المقبرة بقصد الزيارة: ما الفائدة عندما يتم تنفيذ الشرع فيه؟!! وهذا أيضاً ما دعاني إلى التنازل في هذا الشهر المبارك».

أما الأستاذ فارس بن عساف العساف فعلق قائلاً: «أشكر الله تعالى، ثم الشكر كل الشكر موصول لأخي صاحب الموقف الشهم والكريم، الذي لن ولم أوفِّه حقه ما حييت، لتنازله عن الحكم الشرعي بالقصاص من ابني». وقال أيضاً: «الحمد لله على ما أراد، ولا اعتراض على ما قدر.. وإن الأخ خالد بن راشد السامي بهذه المبادرة ضرب لنا أروع الأمثلة وأخلصها في الترابط والتآخي الكريم، وإن الله قد مَنَّ عليه بالعفو والصفح عند المقدرة، فجزاه الله كل خير، ويرحم ابنه ويدخله فسيح جناته».

وأضاف أيضاً الأستاذ محسن بن عساف العساف: «إنني عندما أتاني خبر تنازل الأخ الفاضل الشهم خالد السامي، شكرت الله على أن يسر له بالعفو عن ابننا، وهذا بلا شك من أروع نماذج الخير، وإن العفو عند المقدرة من إخلاص وشيم الرجال.. وأخي خالد السامي غني عن التعريف بالطيب وصاحب مواقف بيضاء مسجلة له في السابق، ولكن الأهم أننا مهما فعلنا فلن نوفيه حقه تجاه ما بادر إليه من عفو عن ابننا فجزاه الله كل خير».

وفي ختام اللقاء، تقدم أسرة العساف بالشكر والعرفان إلى أسرة السامي.. ولقد وجه رجل المواقف النبيلة وصور التسامح والتآخي الأستاذ خالد السامي عبر المنابر الإعلامية رسالة مفتوحة إلى الآباء والمعلمين والبيت بأن يتقوا الله - عز وجل - وأن ينتبهوا لأبنائهم ويحذرونهم من خطر السلاح الأبيض وغيره من الآلات الخطرة، وحذر أيضاً من خطورة مغبة حملها بين أوساط الشباب، وذكرهم بالله وأن الشيطان حريص على إيقاع الفتن والشرور في مثل هذه المواقف الوخيمة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد