Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/09/2010 G Issue 13859
الاربعاء 29 رمضان 1431   العدد  13859
 
مدائن
حماية ممتلكاتنا الثقافية
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان (فان جوخ) من متحف محمود خليل بالقاهرة التي تقدر قيمتها بنحو (55) مليون دولار لا بد أن يجعلنا نفكر كثيراً في أن تلك السرقة من الممكن أن تحدث لأحد الآثار في وطننا بالتالي إعادة القراءة الأمنية فيما يخص وضع متاحفنا التي تضم ممتلكاتنا الثقافية وكنوزنا التاريخية.. والجميع يعلم بأن هيئة السياحة والآثار هي الجهة المسؤولة عن الآثار وعن حمايتها والمحافظة عليها سواءً الآثار الثابتة أو المنقولة أو المدفونة في باطن الأرض أو الآثار المغمورة بالبحار.

وفي هذه الأيام لنا في عواصم أوروبا وأمريكا جولة لمعرض للنفائس والآثار السعودية التي تعود لحقب تاريخية وحضارات متعددة يعود بعضها إلى ما قبل التاريخ وأخرى تعود لفترة الممالك العربية قبل الإسلام وآثار تعود للفترة الإسلامية وهي من القطع النفيسة والنادرة جداً وأوانٍ تمثل حضارات ونقوشاً وكتابات قديمة عن تطور الخط العربي جمعت من عدة متاحف محلية وإقليمية وجامعية لتحكي سجل أرض المملكة العربية السعودية التي اجتمعت فيها حضارات أمم عديدة الحضارة العربية والهلنستية والرومانية والبيزنطية وحضارات فارس وإفريقيا وبلاد الرافدين وحضارة اليمن وحضارات البلاد التركية في آسيا الوسطى والقوقاز وتركيا الحالية، وديانات متعددة وثنية ومسيحية وإسلامية وثقافات دينية ومذاهب.. أيّ أن أرض السعودية عاشت التعددية الحضارية والدينية وعاشت تلاقح الثقافات والشعوب والأجناس التي وفدت إليها عبر طرق القوافل والسواحل للحج والتجارة كونها مركزاً دينياً قبل الإسلام ومهبط وحي الإسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة وممراً صحراوياً للقوافل وممراً مائياً للتجارة البحرية عبر البحر الأحمر والخليج العربي.. فكانت معروضاتنا الأثرية تعبر عن مراحل تاريخية عاشتها بلادنا وهي من القطع الأصلية وليست من المستنسخات أو القطع المقلدة أو صوراً فوتوغرافية، لذا فهي لا تقدر بثمن ولا يمكن تعويضها.. وأنا هنا لا أطلق مخاوف ولا أريد أن أفزع هيئة السياحة والآثار ولكن عدد (300) قطعة أصلية وتعود لحضارات متعددة أشعر بصعوبة تجاه رحلتها الطويلة عبر عواصم ومدن أوروبية وأمريكية مهما كانت حالات الأمن والاحتياطات والدقة في رحلتها من معرض إلى آخر.

فهي كنوز نادرة جداً وهي نفائس بلادنا والخطورة لا تكمن في السرقة فقط وإنما بالتنقل والتغليف والترحيل بين المطارات والجمارك والتفتيش، فلماذا لا يعاد النظر في جولة المعرض من خلال استنساخ القطع ومجسماتها والصور الفوتوغرافية والعودة إلى فكرة معرض المملكة بين الأمس واليوم الذي طاف عدد من عواصم ومدن العالم بالصور والمستنسخات ثم تطوير فكرته بالتركيز على حضارة المملكة التاريخية وحضارتها الزاهرة.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد