كثيرة هي (الأزمات) التي تُلقي بظلالها سلباً على الأندية بين الحقبة الزمنية والأُخرى، ومتعددة أشكالها التي قد تصل حد (النوائب).. النوائب التي ما إن تقع حتى تقوِّض ما بُني عبر السنين من تاريخ كيان، ومجد إنسان.. كيان أعطى، وإنسان ضحى..!!
- وعلى مرّ (الأزمنة) لم ينج من توابع تلك الأزمات في تاريخ الكرة السعودية غير ناد واحد فقط، عُرف في الأوساط المحلية والعربية والإقليمية والمحلية ب (الزعيم)، فكان خارج فلك (حسابات الزمن)، تلك الحسابات التي سجّلت في باقي الأندية المحلية دون استثناء (سقطات) كانت أشبه ب(الموت الدماغي) في فترات متفاوتة من عمر مسيرة تلك الأندية..!!
- سقطات كانت مسبباتها مختلفة باختلاف (طبيعة) مسيريها.. فمن أزمات (مالية) خانقة، كادت أن تصل حد (التجريم جراء (الفساد المالي) والتي إما تعقب مباشرة فترة (ترف مالي) مبالغ فيه، أو تتمثّل في (سلسلة فساد) لا منتهية ترتبط بشكل مباشر بالمتلاعبين بمقدرات واسم وعاطفة (جمهور) هذا النادي أو ذاك.. وصولاً لخلافات شرفية تأخذ شكل (الديمومة) وتتعدل طبقاً (لأمزجة) الشرفيين (المتناحرين) والخاسر الأكبر على الدوام.. هو الكيان الذي لولاه لما عرفهم أحد من العالمين..!!
- في النادي الأهلي لا وجود لمثل تلك (الأزمات) التي تأخذ بعلة (سلطة المال وشهوات الشرفيين) حُجة لمبررات (السقوط الحر).. بل على العكس تماماً لا يوجد على مدار تاريخ (القلعة الأبية) أزمة مال.. فالراحل الكبير رحمة الله عليه صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل (الأب الروحي) للرياضة السعودية كان رحمة الله عليه يصرف بسخاء حتى جعل من الأهلي (أغنى) الأندية وأكثرها استقراراً على مسيرة أكثر من نصف قرن..!!
- ثم تبعه على ذات النهج الخالد في القلوب صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبد الله بن عبد العزيز بعد أن أيقن أن لا مفر من (دعم) عشقه الكبير حتى وإن (انتحل) الباقون صفة (العضوية الشرفية) طمعاً في الفلاش (أبو يلاش).. كما أن (العلة) الأخرى (الوضيعة) المثمثلة في (التناحر الشرفي) لم تعرف للكيان الأهلاوي من سبيل على الإطلاق.. إذ لا وجود لشرفيين يستطعون أن يخرجوا للعلن أو يعملوا خلف (الستار) وهم يعرفون قبل غيرهم أن الجماهير العريضة للنادي الكبير ستقف لهم بالمرصاد لو سوّلت لهم أنفسهم ذلك..!!
- يبقى السؤال الأكثر أهمية.. أين تكمن (علة) الأهلي إذاً ؟!.. والجواب لمن يسّر الله له قول الحق ونطق بصريح العبارة ولا يخشى في ذلك لومة لائم.. يقول: إن الأهلي في فترات (متفاوتة) من تاريخه المديد (ابتلي) بلاعبين لا يختلفون عن باقي الأندية من (المتخاذلين) أو من (القاصرين) عن فهم معنى (الاحتراف).. إلا أن عمرهم (الافتراضي) في الأهلي (يطول)، بل يصل حد وصفهم (بالمعمّرين) في النادي الأهلي تحديداً وقياساً بقصر فترة (أشباه اللاعبين) فيما عداه من الأندية..!!
- في الاهلي تُعطى الفرص تلو الأخرى للاعبين بلغوا وصف (الجثث الهامدة)، تُعطى الفرص تلك حتى (ينتفش) ريش اللاعب فيظن أنه (الأوحد) وأنه (ملهم الجماهير) وأنه وبفضل (الشللية) يكونون هم القادرون على تغيير (مدرب) أو الإطاحة ب(إداري) ويصل الحال إلى (توهم) قدراتهم (العجيبة) أنها أطاحت برؤساء تعاقبوا على كرسي النادي الرئاسي..!!
- أقول ذلك.. وأدرك حد (اليقين) أن الفرصة (الأخيرة) لهم قد (لاحت في الأفق) أمام جماهير صابرة محتسبة وأمام إدارة (واعية قادرة على اتخاذ القرار) برئاسة فهد الأهلي ومستقبله، الرئيس (الحليم) الذي يجب أن يتقي (أشباه اللاعبين) غضبه فقط إذا ما أرادوا أن تحملهم عقولهم قبل أقدامهم لمنصات التتويج، وهذا نهج (ميلوفان راييفتش) المدرب الأهلاوي جاء ليحقق فكرة الاعتماد على الأسماء الشابة والتي تثبت جدارتها وهو من وصل بمنتخب غانا (الشاب) إلى ربع نهائي كأس العالم، فإما (البقاء) على لاعبين تفاخر بهم جماهيرهم (الكيان) في مجالسها.. وإلا فإن الباب كما قال لا فض فوه.. يفوّت جمل..!!
- مباراة الاتحاد القادمة ستكون الاختبار (الأمثل) لتلك (العينة) من اللاعبين عل وعسى أن تكون قد (أثمرت) فيهم محاولات (الإنعاش) التي قادها فهد الأهلي على حساب وقته وجهده وصحته.. ماذا وإلا فإن (التسريح بإحسان) هو الجزاء الرادع لمن لا يقدّر (الكيان) وجماهيره العريضة..!!
- إن في قاعدة الأهلي من الفريق (الأولمبي) ودرجة الشباب من يتمنى أرباع الفرص التي أخذها من لا يستحقها ولا يصبر على (حشفهم وسوء كيلتهم) من الأندية غير الأهلي.. وما ذاك بضعف بقدر ما هي صفتا (الحلم والأناة) التي تعلمناها كأهلاويين من النبض الخالد في القلوب.. فهل نرى رجالاً تنهض باسم (الكيان).. وتحرث الملعب إرضاء لجماهيره.. وتدرك قبل هذا وذاك.. أن الصبر عليهم (طال)، بل (سمج).. دعونا نرى والأيام حُبلى بالكثير من الأخبار التي تسر (المجدين المثابرين) ولا عزاء للمتخاذلين البائسين..!!
خذ.. عِلم..!!
- الجهد الجهيد والعمل المُضني الذي بذله طاقم عمل إدارة فهد الأهلي والذي دعم خطواته وباركها رمز الأهلاويين الخالد في القلوب والذي تكفّل بعقد المدرب ميلوفان راييفتش، جهد وجب التنويه عنه، والتذكير به، وإن كان هذا واجبهم، إلا أن الله جلّ شأنه يحب من عباده الشكور.
- كلمة شكر تُقال في حق الأستاذ غُرم العمري.. الذي قدم فوق ما هو مطلوب منه.. ولسان حاله وحال جماهير القلعة يقول لأشباه اللاعبين.. يا شينها لا طاح من عيني إنسان.... لو حطني فوق النجوم احتقرته!
- لا يزال (صوت الأهلي الإعلامي) ضائع، إن لم يكن غير موجود على الإطلاق في ظل (قوة حضور) إعلام الأندية الكبار.. كلمة حق أدرك أنها لن تغضب العزيز محمد الشيخي الذي نقدّر جداً ما بذله، إلا أن (صوت الأهلي) بات من الضروري جداً أن يصل الجميع بآلية عمل وفكر مختلفين عمّا هو قائم الآن..!
ضربة حرة..!!
إذا أردت أن تضرب, فأوجع.. فإن الملامة واحدة..!!