« نجمة الضحى» وهذا اسمها الموحي، رافقتني فترة من الزمن أيام الدراسة والغربة..، تعرفتها في ردهات جامعة كولومبيا الأمريكية..ومضت بنا شهور كلما تدفقت الأوراق بين أيدينا توطدت مجاديفنا..،»نجمة الضحى» باكستانية لم تكن ترتدي غير زيها الوطني إلا نادرا..، وتلكن الحروف بلسانها فلها مخارج مميزة، حدثتني كثيرا عن بلادها، ومنحتني لوحات من التضافر الأسري، والتميز في الإيثار، والبذل لمن يعرفون ولمن لا يعرفون..، وأكدت لي أن قيم الالتزام بالعهد والوفاء للجار والتعاضد مع المحتاج، والوقوف لأزمات الإنسان تأخذ جل وقتهم، لم تكن «نجمة» في ليل الغربة غير نورها، الرفيقة المؤنسة بسؤالها وتفقدها، ولم يكن نهار الغربة دون ظلها ترافقني المسارات وتقتعد بجواري في قاعات الدرس..، كانت حريصة لتعرف كل شيء عن مكة وعاداتها وظواهر الحياة البارزة فيها ومظاهر اليومي، وكانت شغوفة بالمدينة المنورة كثيرة السؤال عن معالمها وآثارها حيث تحركت قافلة المسلمين الأولى في البناء والتأسيس، كانت ذات روح مرحة وقلب شفيف،..» نجمة الضحى» غادرت كلومبيا في اليوم الذي غادرته، وبقيت صلتنا، وتباعدت فقد شدتنا أمواج الحياة..، ورحلت هي لمدينة خارج بلادها وضل عني مرسالها..،»نجمة الضحى» عادت تسطع في مخيلتي خشية أن تكون هي وأسرتها قد غربت في كارثة باكستان..، أو يكون قد طواها الماء وفي صدرها الكثير.. وبين أدراجها حروف العلم والإيمان والعمل...
يا الله ما أتمناه هو أن يبقى لها ضحاها..، وتمد خيوط نهارها...وفي ليل الحياة ونهارها تومض أبدا... وأن تزداد مرحا وفرحا بجائزة الصوم وأجر الصبر..