Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/09/2010 G Issue 13858
الثلاثاء 28 رمضان 1431   العدد  13858
 
الحبر الأخضر
النوادي الشبابية ضرورة لا ترف
د. عثمان العامر

 

لقاء أمراء المناطق بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مساء يوم الأثنين الماضي، ومن قبل اجتماعهم السابع عشر بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يؤكدان ما هو في الذاكرة المجتمعية من أهمية ومنزلة الفرد في هذا الوطن المعطاء لدى ولاة الأمر رعاهم الله، وفي ذات الوقت يعطيان دلالة واضحة على ما يحظى به المواطن والمقيم في بلادنا من اهتمام وعناية خاصة فئة الشباب التي تعد الشريحة الأكثر في مجتمعنا السعودي، ولعل النص صراحة وبكل وضوح والتوجيه المباشر لأمراء المناطق بوجوب (العمل على إيجاد نواد ذات مستوى عال يقضي فيه الشباب أوقات فراغهم) يؤكد هذا الاهتمام ويبرهن على ما نعانيه في مناطقنا المختلفة من فراغ هذه الفئة سواء أكانوا ذكوراً أو إناث، ولعل من التجارب التي سبق وأن كتبت عنها وما زالت قناعتي بها قوية بل يشتد عودها وتقوى سواعدها مع مرور الزمن» مراكز الأحياء التطوعية» وفي اعتقادي أن وجودها اليوم في مناطقنا وداخل أحياءنا السكنية صار مع تغير معطيات الزمن وكثرة التحديات وتنوعها وتعدد مداخلها ضرورة من الضروريات الهامة التي تقي وتحفظ وتراقب وتعالج أمنياً وفكرياً وعلمياً وترفيهياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، أقول هذا عن دراية وعلم وقراءة عن كثب لتجربة جمعية الملك عبدالعزيز الخيرية للخدمات الاجتماعية بحائل، والتي لا تعدو أن تكون حبة في عقد متميز طرفه وبدايته كانت في المدينة المنورة فحائل ثم مكة المكرمة والمنطقة الشرقية والرياض و... المهم أن هذه الجمعيات المتخصصة في الخدمات الاجتماعية والتي من وكدها إنشاء النوادي الشبابية داخل الأحياء السكنية تفي وتحقق ما جاء التأكيد عليه في محضر اجتماع أمراء المناطق مع صاحب السمو النائب الثاني وزير الداخلية، ولذا لا يحتاج الأمر هنا إلى تأكيد أهمية تأسس وقيام هذه المراكز، المهم هنا - في نظري - هو بيان المعوقات والعقبات التي وقفات سداً منيعاً أمام قيام هذه النوادي التي سوف تحتضن أبناء الحي الواحد وتجمعهم في أوقات فراغهم مع أهلهم وجيرانهم تحت سقف واحد وبمتابعة وإشراف من قبل إدارة الجمعية ممثلة بالمسؤولين مباشرة عن مركز الحي والذين يتم اختيارهم من قبل أهل الحي وممن عرفوا بالثقة والوطنية والإخلاص.

إن أول هذه المعوقات الحصول على الأراضي اللازمة لإقامة هذه المشاريع مع أن هناك أحياء فيها أراض بور بمسمى حدائق ولكنها وللأسف الشديد صارت مصدراً للأتربة ومجمعاً للنفايات وسبباً للأوبئة والأولى أن تكون مركز إشعاع ومصدر تربية وترفية داخل هذا الحي أو ذاك!!

أما المطلب الثاني فهو دعم وتأييد وزارة الشؤون الاجتماعية لهذه الجمعيات وعدم الدخول معها في منافسة خاسرة للطرفين فالهدف سامي والجهد متى ما تكاتف الجميع سيحقق المأمول في وقت أقصر وبجهد أقل وعلى أحسن صورة.

ولرعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم ومن قبل وزارة الداخلية ممثلة بمقام الإمارة وأهالي المنطقة ورجالاتها أدوار تختلف في المسار وتتحد في الهدف إزاء هذا المشروع الوطني - الضروري- الهام.

أما عن رجال المال والأعمال فإن رسالتهم عظيمة ودورهم كبير في تبني إنشاء هذه المراكز وتشجيع أنشطتها ومباركة خطواتها الوقائية والإصلاحية والعلاجية، ومن المبادرات الرائعة في منطقة حائل والتي أعرف تفاصليها مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي جاد وكعادته حفظه الله في تبرع سجي لإنشاء مركز الأمير سلطان للخدمات الاجتماعية في حي الجامعيين.

ويبقى لأهل الحي دور هام ورئيس في المطالبة والمتابعة والمساندة حتى نحمي أحياءنا ونحفظ أولادنا ونوظف أوقات فراغهم فيما هو مفيد ونحقق مجتمعاً صالحاً ومتكاتفاً وآمناً بإذن الله.

عوداً على بدء إن مراكز الأحياء التطوعية صارت اليوم ضرورة من الضروريات فهل تجد الدعم والمساندة والمباركة وهل ينتقل ما دون في محضر أمراء المناطق من دائرة القيد إلى أرض الواقع من أجل وطن بناء وسعياً لتحقيق أحياء أمثل في مناطق بلادنا المختلفة وإلى لقاء والسلام.





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد