Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/09/2010 G Issue 13858
الثلاثاء 28 رمضان 1431   العدد  13858
 
عايدوا مرضى الكلى والأيتام وأمثالهم
علي الخزيم

 

العيد: يوم الزينة والفرح والمرح البريء، والتنعم بما أكرمنا الله به من الفطر بعد صيام الشهر الكريم - جعلنا الله وإياكم من المقبولين. وفرحة العيد وبهجته لا تكتمل إلا بالتئام الأهل والأحباب وتبادل التهاني والمشاركة فيما بينهم في إحياء أيام العيد ولياليه - كل حسب طاقته. فالفرحة يمكن أن تتم بأقل التكاليف، فليست المصروفات الباذخة هي التي تكمل الأفراح، فالعلاقات الودودة الحميمة بين أفراد الأسرة والعائلة هي من مكملات عناصر مراسم العيد، فما قيمة مآدب فخمة وحلويات فاخرة والنفوس متنافرة تتقابل صباح العيد بطريقة آلية تحيطها المجاملات المفرغة من أواصر الرحم والتراحم. للعيد مقاصد أسمى من تلك المعاني المزخرفة باللبس الجديد والعطر الفواح والابتسامات الطارئة، أين هي قبل العيد، واسألوا عنها بعد أيام العيد؟! ستفقدونها من كثير ممن حولكم وتعود الطباع ذاتها والأنفس ذاتها والشوائب ذاتها، عطور العيد ووروده وثيابه البيضاء تجلو النفوس وقتياً عند الكبار، لكن هدايا العيد للصغار واحتضانهم بالحب والتحنان شيء غير وقتي يستمر لسنين يتذكره الأطفال إلى أن تشب معهم معكرات النفوس التي أرغمهم الكبار على تشبعها وتلبسها وتقمصها كمقومات لشخصيتنا المترددة المتوجسة من كل شيء ومن كل كائن حي. فكان الأحرى بنا (والعيد فرصة مثالية) أن نزرع في قلوبهم وعقولهم ومشاعرهم الصدق والشفافية والطمأنينة والثقة بالله والصدق معه وله سبحانه، وأن من يتكل عليه جل شأنه يكفيه، فلا داعي أن نغذي الصغار بالقلق والتشاؤم والحذر من الآخرين في كل زمان ومكان.. العيد دروس وعبر، حب وحنان، فرح وألق وأعراس من عشق النفوس للنفوس، لو أمعنا النظر لوجدناه متجسداً أمامنا، لا يعيينا البحث عنه. كل الغاية أن نفهم معنى ومضامين العيد.

وبعد ذلك جربوا أن تضيفوا شيئاً جديداً لعيدكم ستجدون فيه سمواً في النفوس وراحة في الضمائر ودعوة من القلوب لأهلها لأن تستمر في هذه الجادة الودودة المحبة للخير.. ذلكم باستقطاع وقت من زمان العيد لزيارة مرض الكلى، ستجدون أنكم مدفوعين للتبرع لهم بالمال والأعضاء والحث على ذلكم في مجالسكم، شاهدوا معاناتهم لتتحققوا بأنفسكم من قيمة خطواتكم وبذلكم مهما كان قليلاً فالأجر سيصيبكم مضاعفاً، إن زيارة هؤلاء الذين عجزوا عن المشاركة في الأعياد لهي عيد مصغر بالنسبة لهم.. هم يتمنون قدومكم وحضوركم، فما بالكم إذا قرنتم ذلك بالتبرع لهم.

ولا تنسوا أن فئات أخرى بانتظاركم من الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، فما مسح امرئ دمعة يتيم إلا وجد جزاءه حاضراً في ذاته أو أحد أفراد أسرته أو ماله ونحو ذلك، أنت مع أولادك وزوجك فرحين تستمتعون بملذات وألعاب العيد وأطفال هناك في دور الأيتام لا يعرفون هذا الذي تصنعون، فإن أردت أن يبارك الله في عمرك ويسعد ذريتك فلا تنساهم بقدر ما تستطيع إما بالكفالة أو الصدقة أو مشاركتهم على الأقل بزيارة وشيء من الحلوى والألعاب.. (من يفعل الخير لا يعدم جوازيه) فالعيد مبادرة وإسعاد وزرع للابتسامة وتقريب للقلوب، ومن يعوم ضد هذا التيار فهو خاسر دون أن يعلم.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد