Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/09/2010 G Issue 13853
الخميس 23 رمضان 1431   العدد  13853
 
الدراما المحلية في رمضان وأبعادها التربوية والتعليمية..!
د. هلال محمد العسكر

 

رسالة الإعلام بكافة أنواعه رسالة مهمة وخطيرة، ويجب أن تكون هادفة تربوياً وتعليمياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وموجهة لتطوير وتنمية المجتمع، وبالتالي فإن الأخبار والمسلسلات والأفلام والندوات والحوارات وكل البرامج والمواد الإعلامية يجب أن تكون ذات مغزى وتصب في تحقيق الهدف، لأنَّ الرسالة كبيرة وعظيمة وخاصة في زمن يُعدُّ عصر الإعلام فيه سيد المعلومة.

ومع الاعتراف بتقدم وسائل إعلامنا وتطور أساليبها شكلاً ومضموناً، إلا أن المتتبع لبعض المسلسلات اليومية في رمضان يكتشف أن الإعلام في رمضان هدفه شغل الوقت الطويل بالمسلسلات حتى وإن كان مستواها لا يرقى للمأمول، والدليل حصرنا لبعض الكلمات غير المهذبة وغير اللائقة التي يكررها بعض الممثلين، فضلاً عن اللهجة العامية وبعض المظاهر الشكلية التي يحاربها المجتمع كالشعر الطويل والبناطيل الضيقة والشعارات والإشارات والإيماءات التي يسعى المجتمع لتخليص أفراده منها، ومن هذه الكلمات على سبيل التمثيل لا الحصر: نكتم بكتم، ياخبل، إخس، لعنبو هالوجه..، يالشايب العايب، ياكلب، ياواطي، يا طبل،هالبزارين، أنت وكشرتك، أنت وخشتك، يامعفن، الفقه، إنطم، كل تراب، إنت وبربرتك، يا سبهه، يالبقرة، يالفارة، وش هالخرابيط، خرش كإنه وجه فلان...، يا زلابة، ويا زبالة، ويا زفت، والقائمة تطول..

كما إن المتتبع أيضاً يجد أن في بعض هذه المسلسلات تكريس غير مقصود للكذب والنصب والدجل والاحتيال والغرور والخداع والخيانة والسرقة والغزل والاحتقار والعنف، وأن بعضها يخلو تماماً من البُعد التعليمي أو التربوي أو التثقيفي أو التوعوي الذي نحن في أمَسِّ الحاجة أن يلعب الإعلام دوراً رائداً فيه.

صحيح أنه يجب علينا دعم وتشجيع ممثلينا وإنتاجنا المحلي، وصحيح أنه يجب أن يكون هناك دراما ومرح وتسلية في رمضان وفي غيره، ولكن علينا تهذيب هذه الدراما لتكون رافداً للتربية والتعليم ولها رسالة تنم عن وعي وأهلية المجتمع ووسائل إعلامه. وأملنا في كتابنا وممثلينا ومخرجينا وفي كل القائمين على هذه البرامج المزيد من الحرص على رفع مستوى لغة هذه المسلسلات الدرامية، وتجنب اللهجة المحلية العامية والتكلف المفرط في تمثيل الأدوار، وتوجيه هذا الكم من المسلسلات نحو معالجة القضايا الأكثر إلحاحاً في المجتمع.

وختاماً كلمة شكر وتقدير لقناة وناسة على تغيير برامجها الغنائية والطربية ببديل مناسب لروحانية شهر رمضان، وغيرها من القنوات الأخرى التي احترمت روحانية شهر رمضان. وكل رمضان والجميع بخير..!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد