الكل يعرف أن ديننا الإسلامي الحنيف هو الدين الوحيد الذي لا واسطة فيه بين العبد وربه فلا أوثان أو طواطم أو هياكل أو أولياء دون الله يتقرب من خلالهم المسلم - إلى ربه - سواء أثناء ممارسته حياته الطبيعية أو شعائره الدينية، هكذا الكل يعرف هذا الدين القويم ونعرفه نحن المسلمين الذين نسير على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأوفياء الأتقياء الأنقياء والسلف الصالح إلى يومنا هذا وإن شاء الله إلى يوم يبعثون، أقول إنه لا وساطة في الإسلام ولا أقول لا (وسطية) لأن الوسطية مطلوبة في هذا العصر وكل عصر، أما الواسطة بين العبد وربه فلا تقبل إلا بدعاء العبد للعبد الآخر ولوجه الله فقط، أما أن يتحول حتى الدعاء إلى واسطة مشتراة وبالنقود (!!) فهنا تبرز معضلة استغلالية بشعة حتى في الدين يا للهول، ويا للتعدي المريع على شرع الله والخلق الإسلامي الرفيع ولكي لا يوغل القارئ معنا في التكهنات والظن فإننا ننقل إليه هذا الإعلان التجاري الغريب الذي أخذ يقتحم جوالات المسلمين في هذا الشهر الفضيل عبر رسائل الsms دونما حياء ولا مخافة من رب العالمين، إذ يقول الإعلان: (تفرّغ للصيام، ودع الدعاء علينا) والسعر هو الآتي:
1000 ريال دعاء لك قبل المغرب.
1500 ريال دعاء لك في العشاء.
2000 ريال دعاء لك آخر الليل.
2500 ريال دعاء لك آخر الليل (مع البكاء)!!.
وبالطبع يذيّل الإعلان بالعبارة الآتية: (وللحصول على دعوات خاصة (!!) حوِّل على حسابنا رقم (....) وهنا مربط الفرس وبيت القصيد والقصد أيضاً.
يبقى القول أخيراً.. إنني شخصياً سأحوّل لهم مبلغاً قدره (2500) ريال هو الذي يشمل الدعاء في آخر الليل لي مع تأجيل البكاء إلى الصباح شرطاً.
فإما أن أبكي معهم أو أن أضحك وحدي. ف(شر البلية ما يضحك)!!