يفصل ديوانيه (شعاع الأمل) و(الشواطئ العطشى) نصف قرن من الصدور وبينهما وبعدهما مئات القصائد التي يمكن أن تنتظم في عشرة دواوين أخرى، ولكن هذه مشكلة المبدع والإبداع حين لا يجد ناشراً يهتم بنتاجه ولا يتحمل تكاليف الصف والتصحيح والإخراج والطباعة والتوزيع في جوانبها الإدارية والمالية وما يلحق بها من وصب ونصب.
هذه رؤية الشاعر الكبير الأستاذ صالح الأحمد العثيمين (1940 م) -الذي يرقد- هذه الأيام على السرير الأبيض لبعض الفحوصات المطمئنة بحمد الله، وهو ما فتئ يطرحها منذ زمن؛ فليست مهمة المبدع أن ينشغل بالتوسل وربما التسول للأندية ودور النشر كي يهتموا بجمع نتاجه وإصداره بمقدار ما تتحمل المؤسسات الثقافية ذلك، ويبقى عبء التمويل مسؤولية الجهات الثقافية؛ فالثراء من الكتب «الرخيصة» أمر وارد، ولكن السؤال: هل نحن ندفع بمبدعينا لروايات الجنس وكهوف الليل والمحرم والمسكوت عنه كي يضمنوا إقبال الناشر والقارئ على حد سواء، وفي ذلك فساد وإفسادان كبيران.
أبو خالد متابع نشط لما ينشر ولكنه متألم من حال المبدع الذي لا يسعى إلى الأضواء مؤكدا أن شعره متاح في أضابيره الخاصة متى ما وجد من يهتم به، يشار إلى أن مركز ابن صالح الاجتماعي قد كرم العثيمين في مهرجانه الثقافي الأول وطبع ديوانه الأخير وأسهم في عودة مؤقتة للساحة ما لبث شاعرنا أن أخلد بعدها لصمته الطويل.