كانت جلسات الديوانية في مبنى السفارة.. وقام د. غازي بتسمية الطابق الذي كانت الديوانية تعقد فيه بمسمىالنادي، فكان من المرتادين منسوبو السفارة، سواء منهـم العاملون في مبنى السفارة بالذات أم من الملحقيات التابعة لهـا: العسكرية، والدينية، والثقافية. وكان د. غازي يشجع على روح التسلية والحبور مع تناول القهـوة والشاهـي كل ثلاثاء في المساء.. وكل ليلة خلال رمضان. ومع تقديم العشاء كلما يستضاف ضيف.
|
كان المرحوم قد قام بتثبيت فكرة «النادي» في مبنى السفارة (ليجتمع فيه منسوبو المملكة المقيمون في البحرين مساءً في (الديوانية) في مخططات المبنى الجديد (الحالي) للسفارة، الواقعة بين السفارة الكويتية ومؤسسة النقد البحرينية، في الحي الدبلوماسي، على شارع الملك فيصل. وكان مقر»النادي».. في الدور الأول- الأرضي، فصار المبنى الجديد يشمل بهو السفارة نهـاراً، ثم يصبح في المساء ملتقى أسبوعياً.. وكذلك في الأعياد والمناسبات.. لمرتادي النادي من السعوديين المقيمين.. وللقادمين للسلام والتسامر من أهـالي البحرين من أدباء وتجار ونحوهـم.
|
وسرعان ما غادر د. غازي البحرين سفيراً للسعودية في لندن. ثم عُيِّن الأستاذ عبدالله عبدالعزيز السديري سفيراً جديداً. وتم تنفيذ وتدشين المبنى كما رسم د. غازي له.. فاحتوت طوابقه المتعددة عدداً من الملحقيات المتجمعة، إلى جانب مكاتب السفير.
|
كان مما يمارَس من تسالي في الديوانية هـما لعبة الكيرم والبلوت. وذات رمضان، أقيم حتى»دوري» للعبة البلوت.. بل وتم تقديم كأس للفريق الفائز! كان د. غازي لا يعرف لعبة البلوت..لكنه كان يجيد لعبة الكيرم. وكان في النادي - الديوانية أيضاً طقم لعبة الشطرنج وكان د. غازي يجيد هـذه أيضاً؛ إلا أنه لاعبني مرة.. وصادف أن فُزتُ، فكانت جولة تلك اللعبة الجولة اليتيمة والوحيدة التي جرت في الديوانية. وليت نتيجة لِعبنا لم تكنِ!!
|
ممن أذكر الآن ممن احتفي بهـم د. غازي في الديوانية بمبنى السفارة: الفنان- رئيس الجمعية السعودية للفنون التشكيلية عبدالحليم رضوي؛ الفنان التشكيلي محمد السِّليم؛ الأديب - مؤسس صحيفة الجزيرة عبدالله بن خميس؛ الأديب- رئيس صحيفة «البلاد السعودية» محمد حسين زيدان؛ د. رضا عبيد، رئيس جامعة الملك عبدالعزيز سابقاً؛ الشاعر البحريني عبدالرحمان رفيع؛ وغيرهـم.
|
وممن احتفى بهـم د. غازي كان شاعرُ البحرين الكبيرُ إبراهـيم عبدالحسين العِريّض، حينما منحته الدولة السعودية وسام الملك عبدالعزيز؛ وتم ذلك الاحتفاء في منزل د. غازي في منطقة الجسرة في حفل عشاء ضم عدداً من المسؤولين والأعيان. كما أذكر العشاء الخاص أنه أقامه د. غازي في داره لمعالي عبدالوهـاب عبدالواسع.. وزير الحج والأوقاف وقتهـا.
|
كما احتفى السفير د. غازي بقدوم الأمير خالد الفيصل في 1985م، أيام كان الأمير مسؤولاً عن منطقة عسير، في أمسية شعرية عامرة في المنامة قدّمهـا سموُه، وشاركه فيهـا د. غازي بقصائد من بعض دواوينه.
|
وفي حفل استقبال جلالة الملك فهـد في دولة البحرين لافتتاح تشغيل»جسر المحبة» في عصر يوم الأربعاء، 26 من نوفمبر 1986م، الموافق 23 من ربيع الأول 1407هـ، ألقى د. غازي قصيدته المشهـورة، ذات المطلع:
|
«ضربٌ من العشقِ، لا دربٌ من الحجرِ
|
هـذا الذي طار بالواحاتِ للجُزرِ»
|
(واحات الأحساء والقطيف من جهـة، ومن الجهـة الأخرى جزائر أرخبيل البحرين الثلاث والثلاثون). لقد عقد الافتتاح في حفل خاص في صِيوان أقيم على جزيرة أم الصُبّان، وهـي الجزيرة الواقعة في منتصف الجسر ذي الطول الإجمالي 22 كيلاً بين البلدين. وهـي التي تحوي حالياً مركزي الجوازات والجمارك وكذلك مصلى ومطعماً على كل جانب من الحدود (!!) إلا أنه تقرر منذ سنوات قريبة إقرار العبور ببطاقات الهـوية الشخصية بين طرفي الجسر، وهـذا مما يفرح!.
|
في هـذا الحفل، قام سمو أمير دولة البحرين آنئذ- الشيخ عيسى بن سلمان الخليفة بإلقاء كلمة.. أعلن فيهـا إعادة تسمية الجسر باسم جسر الملك فهـد. (وكان جلالته قد قرر رفع نسبة البحرين من إنتاج النفط بقرب جزيرة أم سعفة في منطقة خليج البحرين وخليج القطيف.. من 50 ألف برميل يومياً إلى 100 ألف.)
|
كما أن»جسر المحبة» -جسرالبحرين- جسرالملك فهـد كان قد شمل.. مع وقت إتمامه -و بعده- إنشاء ورصف عدد من طرقات البحرين العامة والكباري والشوارع.. ليس فقط ما كان منهـا على الامتداد الموصل لانتهـاء الجسر في ميناء سلمان في شرق البحرين؛ فلقد كانت فُرضات هـذا الميناء تمثل «نهـاية» طريق الجسر؛ وكان الدافع المباشر الذي ذُُكر قبيل بدء مشروع الجسر هـو تخفيف الضغوط على ميناء الدمام.. أيام تزاحمت وتقاطرت البواخر عليه وكذلك على ميناء جدة.. وسعياً لحل مشكلة تأخر تفريغ البضائع لعدة شهـور إبان الطفرة النفطية الأولى في كل من المينائين. غير أن صيغة هـذا التعليق -فيما أعلم- لم يتم تداولهـا منذئذ!.
|
كما أقام أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان حفل عشاء ضخم في قصره في منطفة «الرفاع» احتفاء بمقدم الملك فهـد.. ودَعا إليه عدداً من كبار البحرينيين والمواطنين السعوديين المقيمين في البحرين.. بمن فيهـم أساتذة الجامعات.. رأيتُ منهـم د. محمد محمود سفر، الذي كان رئيس جامعة الخليج حينئذ.
|
ثم أقام د. غازي ضحى الغد في حديقة منزله في منطقة «المقشع» المقشاع حفل استقبال للملك فهـد وذلك لتلقي سلام المواطنين السعوديين المقيمين في دولة البحرين. ولقد لاحظتُ ساعتهـا تواجد الشيخ عيسى إلى يمين الملك فهـد.. ثم علمتُ أن الشيخ كان قد قرّر أن يكون هـو «المرافق» (على وزن «الوزير المرافق») للملك فهـد طيلة زيارته وخلال كل جولاته في دولة البحرين.. و ذلك إمعاناً في الحفاوة والاحترام لجلالته.
|
في إحدى الجلسات الدورية لديوانية السفارة، حدث أن كان الدكتور غازي مسافراً، فقلتُ فيه الأبيات التالية:
|
مِِن مِثلِ غازي، هـاتِ يا أيامي |
من صِنفه، علماً على الإعلام |
في كل تنمية تجِدْهـ»جُبيلَنا» |
يحدو الصناعةَ..»ينبعَ» الأحلامِ(1) |
وكذا»الإضاءة» بلْوَرتْ ارجاءَنا |
انوارُهـا تعلو مع الأيام |
و»المَشفياتُ» بناؤُهـا ودواؤُهـا |
صََرحٌ معلىّ.. بَلسمُ الآلامِ(2) |
النثر دارِسُه، والشعر فارسُهُ |
سِيانَ في الانثار والإنظامِ |
قد صالَ في لغة البديع يراعُه |
ولدَََى الفرنجِِ.. لسانُ باكنهـامِ(3) |
نجمُ السياسة، عالماً ومعلماً |
في الجامعات عَميدُهـا المتسامي(4) |
هـو في الوزارة والسفارة لؤلؤٌ |
في صدر منبرِه العلي (الدِّبلامي)(5) |
الجسر واكبَهـ، بَدءاً بنشئته |
للافتتاح.. وكان في الاحلام |
أنظر وعدِّدْ في مناكب ارضنا |
تحصى مناقبُه بلا ايهـام |
هـذي المبرةُ للطفولة انشئت |
تسعى لصونِ الجسم والأفهـامِ(6) |
هـو الوفاءُ، وفي الخليج شواهـدٌ |
محفوفةُ بالبِر والإسهـامِ |
وهـو الوفيُّ لكلِ ضيفٍ وافدٍ |
وهـو القُصيبي.. مَفخرُ الآنامِ! |
1. عضو الهـيئة الملكية للجبيل وينبع، التي عملت على إنشاء عدة مشروعات صناعية في تلكما المدينتين، الأولى في شرق المملكة العربية السعودية والأخرى في غربهـا.
|
2. وزارة الصناعة والكهـرباء.
|
3. المَشفيات = «المستشفيات». أصبح معاليه وزيراً للصحة، وكانت آخر وزارة تولاهـا قبل نقله إلى البحرين سفيراً.
|
لغة البَديع: اقصد هـنا اللغة العربية.
|
لغة»باكنهـام»: اللغة الإنكليزية، إشارة هـنا إلى القصر البريطاني المعروف، باكنكهـام.
|
4. استعمالي للفظة»دبلامي» هـو تحوير تجديدي مني، والمقصود»دبلوماسي».
|
5. شغل د.غازي منصب عميد السلك الدِِّبلامي- الدبلوماسي في دولة البحرين.
|
6. كانت من جملة أعمال الخير التي قام بهـا د. غازي -في فترة عمله في الرياض قبل مغادرتهـا سفيراً في البحرين.. إنشاؤه مبرة ترعى الأطفال المعاقين.. وكانت الأولى من نوعهـا، وكان لي شرف أن أكون وقتهـا عضواً مساهـماً فيهـا. (بعد مغادرة د. غازي إلى البحرين، تلاه في رئاسة مجلس إدارتهـا الأمير سلطان ين سلمان.. رائد الفضاء السعودي.. الرئيس الحالي للهـيئة العامة للسياحة والآثار).
|
المناصب التي تولاهـا د. غازي:
|
أستاذ مساعد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1965م -1385هـ
|
كما كان، في فترات: مستشاراً قانونياً في مكاتب استشارية؛ وفي وزارة الدفاع والطيران.). لعلهـا شملت استشارات قانونية خلال بعض المشاكل من اليمن)؛ ووزارة المالية؛، وكذلك معهـد الإدارة العامة.
|
عميد كلية التجارة (كلية العلوم الإدارية) بجامعة الملك سعود 1971- 1391هـ.
|
مديرعام المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973- 1393هـ.
|
(وكان يقدم برنامجاً على التلفاز السعودي بعد ظهـر الجمعة، تعليقاً على أحداث الأسبوع.)
|
وزير الصناعة والكهـرباء 1976- 1396هـ.
|
عضو، الهـيئة الملكية للجبيل وينبع، (برئاسة الأمير- الملك فهـد)؛ 1976م- 1406هـ.
|
|
سفير السعودية لدى البحرين 1984- 1404 هـ.
|
سفير السعودية لدى بريطانيا 1992- 1412هـ.
|
وزير المياهـ والكهـرباء 2003- 1423هـ.
|
وزير العمل 2005- 1425هـ حتى وفاته: الأحد 15-8- 2010 الموافق 5 من رمضان 1431هـ.
|
|
|