Al Jazirah NewsPaper Tuesday  31/08/2010 G Issue 13851
الثلاثاء 21 رمضان 1431   العدد  13851
 
بصريح العبارة
سكتم.. بكتم..!!
عبد الملك المالكي

 

يحدث خلط عند العامة للتفريق بين مصطلح الدراما ومفهوم التراجيديا والكوميديا، فتعرف الدراما عند الكثيرين على أنها الحدث المحزن أو المرتبط بنهاية محزنة، وأنها شكل من أشكال التعبير يضاده التراجيديا والكوميديا،..!

- في حين أن الدراما في اصطلاح المثقفين والعاملين في مجال الثقافة، هي أشكال التعبير المستندة إلى فكرة عن الكون والإنسان والحياة, أو هي مجموع المعارف التي تستند إلى عقيدة, لتتبقى الدراما هي تصوير حدث كامل بكل تفاصيله الدقيقة من مشاعر وأفعال وأقوال وردات أفعال,, حتى نهاية الحدث. لنقول ببساطة إن الدراما هي الفعل المحاكى (التمثيلي) المنقسم إلى نوعين (تراجيديا وكوميديا)..!!

- فالتراجيديا من زمن أرسطو وأفلاطون وإلى عصرنا الحالي تظل هي محاكاة أو (تمثيل) فعل «نبيل» تام،, نبيل (والنبل هنا) يختلف من ثقافة لأخرى وبمعنى أكثر بساطة هي محاكاة حدث يتصارع فيه الخير مع قوى الشر.. تنتهي بنصر قوى الخير أو شبه نصرهم أو بصفاء الأجواء بينهم.. أما الكوميديا هي محاكاة أو (تمثيل) فعل رذيل، أو محاكاة الخارجين عن القوانين المتعارف عليها في ثقافة وعادات الناس.. والتراجيديا والكوميديا هما محاكاة الأفعال لتعرف بشقيها بمسمى الدراما...!!

- والحقيقة التي أؤمن بها في هذا المقام، أنني كنت في (غنى) تام عن العودة لمراجع (أهل الفن) وتعريفاتهم الكثيرة والمثيرة أيضا في ذات المقام كمعجم المصطلحات الدرامية والمسرحية للناشر دار المعارف القاهرة عام 1985م وكتاب الدراما بين النظرية والتطبيق لحسين رامز رضا - الناشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت عام 1972م، أقول كنت في غنى عن تلك المراجع (لو) استطعت أنا وغيري كثر أن أصنف ما يُقدم إلينا في فترة المتابعة (الذهبية) للقنوات التلفزيونية المحلية والشبة محلية في ليالي الشهر الكريم..!!

- فما تُقدمه استهلالا (أسرة طاش) للعام السابع عشر على التوالي أوحى للمتابع أن الحال يظل هو ذاته فيما سيقدم في (طاش 77) قياساً بنمطية العمل التي وصلت حد (الإشباع) قبل عشرة أعوام على الأقل.. وما تقدمه (أسرة بيني وبينك) في شكلها الحديث لم يعد يرقى للهالة الإعلامية التي صاحبت العمل قبيل توالي عرض الحلقات في الموسم الرابع والتي تحولت فيما يبدو إلى عادة (استجداء مشاهدة) يكثر فيها (التهريج) لا أكثر..!!

- والحقيقة الأخرى التي أرى فيها شيئا من (التميز) المستحق وكثيرا من (التمييز) وبعيدا عن العاطفة أن (القناة السعودية الأولى) أعادت (نسبة المشاهدة) إلى شاشتها الفضية عبر اختيار (دقيق) للأعمال التي تعرض في (ذات الفترة الذهبية)، الفترة التي تكثر بها (حمى الريموت كنترول) بحثا عن الأفضل بالطبع، وذلك ما تحقق منه (الشيء الكثير) - في رأيي - عبر العمل (الدرامي) ووفق أصول تعريفات أهل (الاختصاص) والذي جذب شريحة عريضة من الجمهور للعمل المحلي المميز جدا (سكتم بكتم)..!!

- وحتى لا أرمى بجريرة التحيز ل (ولد العم) النجم الكوميدي فايز المالكي، فإنني لا أُخفي سرا إن قلت إنه وفي ظل غياب (التخصص) واعتماد أهل الفن لدينا على (الاجتهاد) دون (الدراسة المنهجية) عبر (معاهد الفنون المسرحية) مثلا أن النجمين (ناصر القصبي وراشد الشمراني) يظلا (العلامة الفارقة) في المملكة ب (خفة الدم) والوصول بسهولة لقلوب المشاهدين عبر تقديم معظم أعمالهما الدرامية في شقها الكوميدي ، إلا أن استمرار عرض (طاش) بالشكل الممل منذ سنوات عديدة دون (إضافة) حقيقية للعمل، واقتفاء (بيني وبينك) لذات النهج يجعلنا نتحدث دون (همس) بأن أوقفوا هكذا أعمال لا تقدم جديدا يرقى بذائقة الجمهور..!!

- ولعل من حسنات العمل الجميل (سكتم بكتم) أنه سيعيد (كاتب) هذا المقال إلى بوصلة الكتابة الرياضية (الصرفة) فيما تبقى من مساحة (لصريح العبارة) مستعيناً بذات (العنوان الكوميدي.. سكتم بكتم) في شأننا الرياضي..!!

- ففي النادي الأهلي ؛ قادتنا نتائج الفريق الأول لكرة القدم للحديث عن (علة) اختيار الأجانب لاعبين ومدربين ليكون مدربه المُقال مؤخرا شاهدا على تلك العلة وبعيدا عن (رمزية.. سكتم بكتم)، فالفريق الذي صُرف عليه (الملايين) واستحدثت الأسماء (الأجنبية) فيه وعلى رأسها (المدرب سوليد) لا يجب أن تُمرر الأخطاء التي قادة للتعاقد مع مدرب (سلق بيض) عبر (سمسرة) عانى منها الفريق الأهلاوي كثيرا ليس لهذا الموسم وحسب بل ولمواسم عدة جلبت مدربين على شاكلة (الفاروا) الذي سُرح العام الماضي بذات (السيناريو) أو من شبه لاعبين أجانب تجاوزا ال (14) مقلبا في موسمين، بقي منهم (مارسنهو) شاهدا على أن الأهلاويين لا يستفيدون من تكرار سيناريوهات (السمسرة) وكأنها قدرا بات يلازمهم ولا مفر لهم منه..!!

- لنتساءل أخيرا؛ في النصر.. ماذا خرج به (المجتمعون) للصلح بين الإدارة و(ماسا)..؟ هل تم الصلح؟ دون (إعلان النتائج).. أم كالعادة فترة تتفجر (المأساة) بعد جرعات (مهدئة)..؟.. الإجابة الشافية تظل ترزح تحت بند (سكتم بكتم) قبل توالي المفرقعات الإعلامية الصفراء المتخصصة..!!

ضربة حرة..!!

في حال النادي الأهلي الذي أرجو أن يعود عليه سريعا أتذكر قول الفرزدق المنحوت من صخر: (يفضي حياء ويُفضى من مهابته.. فلا يُكلَّم إلاَّ حين يبتسم)..!!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد