عندما تحدثت عن أداء الهلال في بداية الموسم وحتى المباراة الأولى في الدوري كنت أتحدث عما أشاهده أمامي في الملعب وليس حديثاً عن مشاعري تجاه الرئيس أو المدرب أو هذا الشخص أو ذاك.. فكلما تحدثت عنه يتمحور حول الأداء الفني للفريق الهلالي وطريقة اللعب وإستراتيجية المدرب التي تغيّرت بقدرة قادر ما بين الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي، مروراً بالمعسكر الإعدادي وبطولة النخبة.. ولأن حديثي كان صحيحاً وصادقاً شاهدنا الفريق في ذلك الوقت يسجل أربعة أهداف منها هدفان من كرات ثابتة في سبع مباريات.. أما الآن وقد عاد الفريق تدريجياً لطريقة اللعب التي عوّدنا عليها جيرتس الموسم الماضي وعادت بالتالي الطريقة الهجومية والفرص أمام المرمى والتسجيل لعدد كبير من الأهداف في كل مباراة فسجل في مباراتين ثمانية أهداف تأكيداً على التغيير الذي حدث والذي يؤكد كل ما قلته..
قد يقول البعض إن الحكم كان متسرعاً ومتعجلاً فيما مضى.. لكنني أقول إن الحكم على سبع مباريات أو ثمان لا يمكن أن يكون متسرعاً ثم إن كل ما تحدثت عنه تم تطبيقه أخيراً ليعود الفريق لجادة الصواب (فنياً) وللطريقة التي توجته بطلاً للدوري.. فمن يعتقد أن الحكم السابق كان متسرعاً عليه أن ينظر لطريقة لعب الفريق ليشاهد كيف تخلى المدرب عن أدائه الدفاعي الذي بنى عليه إستراتيجيته في بداية الموسم وكيف اكتفى بلاعب واحد في المحور وأضاف مهاجماً ثانياً ولاعباً خلف الهجوم وفتح اللعب على الأطراف وطبق كل انتقاداتي حرفياً ليعود الفريق متوهجاً رغم الغياب الفني لعدد من اللاعبين المشاركين كالفريدي وويلي وأسامة هوساوي بالإضافة للغيابات الإجبارية..
فالهلال أمام الفيصلي ثم الوحدة ليس هو الفريق الذي لعب قبلهما.. فالأسلوب تغيّر وطريقة اللعب الهجومية عادت والإستراتيجية اختلفت وهذا ما طالبته به خصوصاً وأن لقاء الذهاب أمام الغرافة القطري آسيوياً سيكون بالرياض ما يجعل الفرصة متاحة للاستمرار بنفس الأسلوب وحسم المواجهتين من الرياض وبشكل صريح ومبكر لاستثمار عامل الأرض والجمهور وفارق المستوى بين الفريقين..
إذاً نحن نتحدث عن واقع فني ولا نتناول الأشخاص أو العواطف وهو ما حاول بعض المنتفعين تصويره سابقاً ليأتي الرد صريحاً وفي مباراتين بأن كل ما كتبته وقلته كان صحيحاً وللمصلحة العامة بعيداً عن أي اعتبارات ولا شك أن الفريق الهلالي لازال أمامه مشوار طويل للوصول لمستواه العالي الذي كان عليه في الموسم الماضي لكنه مؤخراً وضع قدمه على الطريق الصحيح وسيعود مع الوقت والتدريبات لتطبيق نفس ما كان يؤديه الموسم الماضي من أداء جماعي وسرعة في اللعب ونقل الكرة بدقة والتحرك بكرة وبدونها والتركيز على الأطراف وصناعة الكرات أمام المرمى لأن هذه هي الطريقة الوحيدة للاستمرار في دوري أبطال آسيا ولأن هذا هو ما يجيده الفريق حالياً وعلى المدرب المحافظة عليه وهو ما يحاول القيام به حالياً بعد البداية المتعثرة.. ولعل أهم ما يجب أن يركز عليه السيد جيرتس هو سرعة نقل الكرة لأن الأداء الهلالي حالياً بطيء جداً مقارنة بالموسم الماضي وكرة القدم في العالم يقاس تطورها بالسرعة في نقل الكرة والدقة في التمرير الفعال وفقاً لطريقة اللعب وليس للاعب القريب من الكرة فقط وإذا ما سعى لاعبو الفريق الأزرق لتحقيق ذلك فسيكون لديهم الوقت الكافي قبل الغرافة للوصول لأفضل جاهزية فنية تمكنهم من تحقيق طموحات جماهيرهم العريضة.
لمسات
المهازل التحكيمية التي نشاهدها في المباريات وخصوصاً من الحكام الكبار كخليل جلال في نهاية الموسم الماضي وعبدالرحمن العمري هذا الموسم تؤكد أن التغييرات المستمرة في لجان الحكام تأتي على طريقة كل لجنة أسوأ من التي قبلها!
اتخاذ لجنة الانضباط للعقوبات بطريقة التصويت طريقة جديدة للالتفاف على اللوائح (إن وجدت) ولمحاباة هذا أو ذاك.. وقيام اللجنة بتحويل مهمتها من اتخاذ القرارات تجاه الأحداث التي لم يشاهدها الحكم إلى إصلاح قرارات الحكام واتخاذ القرارات التي فشلوا في اتخاذها كما حدث مع رادوي وفيجاروا في الموسم الماضي وفيجاروا في لقاء التعاون!!
لجنة الانضباط بحاجة للتواجد في المباريات أو التنسيق مع المراقبين الإداريين لتغطية كل ما يحدث في الملعب ووصفه أمام اللجنة التي أشك في أنها تعرف أصلاً ما هو دورها في ظل القرارات التي تتخذها قبل المباريات بساعات!!
منذ الموسم الماضي ونحن نوعد بتطوير اللجان وإحداث تغييرات في اللوائح والأنظمة وآلية العمل وطريقة إدارة الدوري وتنظيمه وحتى هذه اللحظة لازلنا ننتظر الوفاء بالوعود!
الطريقة التي تم التعامل بها مع موضوع احتراف الهزازي نايف وعرض أشبيلية والوكيل أحمد القحطاني لا تمت للاحتراف بصلة.. بل هي أقرب للهواية التي كنا نطبقها قبل ثلاثين عاماً.. فوكيل اللاعبين هو شركة تؤدي عملها في مجال كرة القدم وليست أشخاصاً أو موظفين يعاملون بهذه الطريقة بعيداً عن الأطر النظامية لإصدار القرارات والاستماع لكافة الأطراف وعرض القضية على اللوائح والأنظمة وليس على المشاعر والعواطف الشخصية!
في الموسم الماضي كان النجم أسامة هوساوي قائد فريق الهلال هو النجم الأبرز في الموسم بالنسبة لفريقه وللدوري.. وحالياً يؤكد النجم الخلوق محمد نامي يوماً بعد آخر أنه أفضل ظهير أيمن في الملاعب السعودية وربما يكون اللاعب الأفضل في فريقه هذا العام بانضباطه واجتهاده ومثابرته ومستواه الثابت.