يقول المراقبون للشأن الجوي: إنه على الرغم من أن الفرصة الكاملة والتسهيلات الحقيقية لم تعطَ لشركة «سما للطيران»، إلا أنها حاولت بكل قدراتها إثبات ذاتها كشركة محلية ودولية.
واستمرت الشركة، بحسب المراقبين، تعمل تحت ظروف قاسية جدًا، إلى أن قادها الأمر إلى رفع الراية البيضاء، إذ أكّدت الشركة عبر بيان صحفي نشرته الاثنين الماضي بأنها ستوقف جميع رحلاتها.
وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة أن هذا القرار لم يتخذ بسهولة، ولكن بعد مضي عدة أشهر من البحث عن بدائل، ولم يكن ثمة بديل عن إيقاف الرحلات، فلا مساعدات حكومية في مجال دعم أسعار وقود الطائرات ولا تشغيل لمدن الخدمات الإلزامية ولا تمويل لإطفاء الخسائر المتراكمة ولا مستثمرين إستراتيجيين يضخون السيولة اللازمة. إن توقف شركة طيران كانت تحلق في كل أجوائنا وتنقلنا من بلد إلى بلد، ليس أمرًا سهلاً. فوجودها ووجود شركة «ناس» كان متنفسًا كبيرًا للمسافرين الذين لم يكن أمامهم سوى خيار محلي واحد للسفر الجوي. وخروج «سما» أو «ناس» من هذا المعترك، سوف يعيدنا إلى المربع الأول، الذي كنا نطالب فيه بخطوط منافسة أو رديفة على الأقل. والقضية هنا قد لا تكون مجرد توقف شركة طيران عن العمل، بل ربما تكون مؤشرًا سلبيًا، ستضعه الشركات الأجنبية التي ترغب في الاستثمار في المملكة نصب عيونها، وربما أيضًا تفتح ملف توقف «سما» وتدرسه صفحة صفحة لكي ترسم صورة كاملة عن معوقات الاستثمار في بلادنا.