كثير من القراء هاتفوني شخصياً، والبعض منهم راسلني عبر الإنترنت، وحتى في جلساتنا في مجلس تحرير الجزيرة، بل من تراهم في أمسيات التلاقي، جميعهم متذمرون بل وغاضبون مما تبثه المحطات الفضائية الخليجية من أعمال تقدمها تلك المحطات بوصفها أعمالاً فنية، إلا أنها بعيدة عن هذا الوصف.
أفضل ما فعلته تلك المحطات أنها لم تعد تشد المشاهدين وتسمرهم أمام شاشات التلفزيون فعاد أكثرهم إلى ما يجب أن ينشغلوا به في هذا الشهر الكريم، لتعميق إيمانهم بدلاً من أن يزدادوا تسطحاً في أفكارهم وتأثراً بسلوكهم وثقافتهم، وألفاظهم وخصوصاً الشباب والشابات منهم الذين يردد المتأثرون بهم المصطلحات التي يتفوه بها الممثلون الخليجيون كلازمة يقولون عنها لازمة فنية رغم أنها لا تعدو قلة ذوق..!!
مسلسلاتنا الخليجية وبالذات السعودية والكويتية تُسلق قصصها وأحداثها سلقاً بلا ترابط وبسيناريوهات ضعيفة ومكررة، مواضيعها تدور حول الدعارة والمساكنة، وترويج المخدرات، وحتى القضايا التي كانت في صلب اهتمامات المجتمع تتناول بأسلوب فج وغير واقعي.
تتابع ما يُبث من مسلسلات خليجية فلا تستطيع الصمود أكثر من دقائق لتغير المحطة فتعثر على برنامج أو مسلسل عربي غير خليجي حيث تجد موضوعاً يستحق المتابعة بحوار معمق، وتسلسل مقنع وأحداث مترابطة، تخرج بعدها بمعلومة أو تجدد ثقافتك التاريخية.
ثلاث مسلسلات تبثها محطاتنا الخليجية الأقرب لنا كسعوديين يصفونها بأنها أعمال كوميدية، وأجدها وسيلة لغرض الانحراف على شبابنا، وإرهاقنا بالتفاهات، في حين تجد المتعة والثقافة فيما تبثه محطات أخرى من أعمال تجمع ما بين التوثيق والثقافة والعرض والتفوق في تشخيص الأحداث، مثلما نجده في مسلسل الجماعة الذي تبثه قناة النيل دراما، وما تقدمه قناة الشرقية عن حياة الملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق.
jaser@al-jazirah.com.sa