من أجمل المشاعر التي خطها الأدباء شعراً ونثراً مشاعــرهم تـجاه شهر رمضان المبارك، وما هذا إلا بسبب العاطفة الدينية التي تسيطر على مشاعر الشعراء والأدباء عند قدوم هذا الضيف العظيم.
|
يقول الأديب والشاعر المصري الكبير مصطفى صادق الرافعي-رحمه الله:
|
فديتك زائراً في كل عام |
تحيا بالسلامة والسلام |
وتقبل كالغمام يفيض حينا |
ويبقى بعده أثر الغمام |
وكم في الناس من كلف مشوق |
إليك وكم شجي مستهام |
والشاعر السعودي عبدالرحمن العشماوي يتذكر أمه مع قدوم أول شهر رمضان بعد رحيلها فيقول:
|
أقبل الصوم ليت أمي الحبيبة |
مِنْ مَدَى قبلة الجبين قريبهْ |
ليت أمي مكانها كل عام |
تتلقى شهر الهدى مستجيبه |
ليتها في مكانها كل عام |
تتلقى شروقه وغروبه |
تتلقى منا التهاني جدتي |
بدموع من الجفون صبيبه |
مشاعر ابن جاءه شهر رمضان في غياب أمه ففاضت قريحته بمشاعر هي مشاعر كل من فقد أعز الناس لديه، فما أصعب الفرح في ظل غياب الحبيب خاصة عندما يكون الفرح بمناسبة دينية عظيمة كشهر الصيام.
|
عندما قرأت قصيدة الشاعر العشماوي أثارت شجوني لأني فقدت أعز الناس (أمي) مثل ما هو فقد، تذكرت أمي وهي تتلو القرآن، تذكرتها وهي تردد الأذكار حال إعدادها لطعام الإفطار، تذكرتها وهي تستأنس بقربي منها داخل مطبخها، وكم كنت سعيداً وأنا أحاول مشاركتها مهمتها.
|
رمضان شهر العبادة والاستثمار الحقيقي للمسلم ولذا تجد المسلمين المفرطين طوال العام يكبون على الطاعة والتزود من العبادة طوال هذا الشهر العظيم وما ذلك إلا بسبب هذا الشعور الحقيقي بعظم الزمان.
|
بشرى العوالم أنت يا رمضان |
هتفت بك الأرجاء والأكوان |
لك في السماء كواكب وضاءة |
ولك في النفوس المؤمنات مكان |
سعدت بلقياك الحياة وأشرقت |
وأنهل منك جمالها الفتان |
هكذا رحب حسين عرب - رحمه الله- بهذا الشهر الكريم واصفاً ترحيب الكون كله بهذا الشهر، وأيضاً النفوس المؤمنة وهذه السعادة الكبيرة، حيث أشرقت وأبدت جمالها، وهو وصف حقيقي يستشعره الجميع، بل إن الصغار الذين لم يجب عليهم صيام هذا الشهر يستشعرون روحانيته وجماله.
|
يقول شاعر المدينة المنورة عبد القدوس الأنصاري -رحمه الله:
|
فأنت ربيع الحياة البهيج |
تنضر بالصفو أوطانها |
وأنت بشير القلوب الذي |
يعرفها الله رحمانها |
فأهلاً وسهلاً بشهر الصيام |
يسل من النفس أضغانها. |
نتمنى فعلاً من شهر رمضان أن يستل من نفوسنا أضغانها وأن يكون فرصة حقيقية لمراجعة حساباتنا مع أنفسنا وكيف هي مع الخالق سبحانه وتعالى وكيف هي مع الخلق؟
|
يقول الأديب الكبير عباس محمود العقاد: (رمضان شهر الإرادة.. أدبه أدب الإرادة، وليست الإرادة بالشيء اليسير في الدين وما الخلق إلا تبعات وتكاليف وعماد التبعات والتكاليف جميعاً إنها تُنَاطُ بمريد ومن ملك الإرادة فزمام الخلق جميعاً في يديه).
|
ما أجمل شهر رمضان فيه الانطراح بين يدي الملك العلام، وفيه تتساوى المقامات فالكل فيه عباد لله، خاوية بطونهم، شاحبة وجوههم، أكفهم لله ممدودة وجباهم لله ساجدة، فاز فيه من استشعر ذلك واعتبر وخاب من تسلى فيه وتجبر وتكبر.
|
اللهم اجعلنا فيه من الصائمين القائمين إيماناً واحتساباً.
|
|
|