في اللقاء المثير بين فريقي التعاون والنصر خرج بعض المتابعين بانطباع غريب عجيب وهو أنه من الممكن أن تكون قد شاهدت المباراة وتابعتها بكل حواسك، وفي الأخير يظهر وكأنك لم ترها نتيجة ما قرأته وما سمعته بعد المباراة من تظلِّم النصراويين! لن أقول أن ما حصل في الدقيقة الأخيرة من المباراة حين سجل التعاون هدف التعادل أمر صائب، ولكن ما أعرفه في مقاييس العدل والموازنة والإنصاف أن التعاون هو المتضرّر الأكبر؛ فضربة جزاء واضحة وصريحة كانت كفيلة بإنهاء المباراة لو كان الحكم يملك شجاعة واحتسبها، ومساعد حكم يتغاضى عن تسللات صريحة على النصر نتج منها هدف ثان، وعلى ما يبدو أن (صرعة) التحكيم هذا العام هي التغاضي عن تسللات لصالح النصر كما حصل قبلها مع الفتح، ناهيك عن الضرب الذي تعرض له لاعبو التعاون وخرج على أثره اللاعب المؤثر (بدر الخميِّس) وسط مباركة من حكم اللقاء، وبعد كل هذا (يتظلم) الإخوة في النصر من التحكيم! ففي هذه المباراة خرج النصر بنقطة غالية وثمينة غير مستحقة اختطفها من فم الأسد فريق التعاون الذي فعل كل شيء في المباراة ولم يكن ينقصه إلا حكماً منصفاً يرى بعين الحياد وينفخ العدل في صافرته التي ظهرت وكأنها (إكسسوار) يكمل هيئة (الحكم) في حال كان الحق مع التعاون، فخسر السكري نقطتين؛ لتقدم تلك المباراة استقراءً متوقعاً لما سيكون عليه هذا الدوري الذي لم يتخلص بعد من عقبته الكؤود والدائمة التي ستظل شبحاً يطارد الأندية، وسيكون للنادي الأعلى (صوتٌ) والأكثر تواجداً في الساحة الإعلامية الحظ الأوفر في الاستفادة من هبات وأعطيات الحكام!.
هل نقول عاد الهلال؟
كان السيد جريتس جريئاً وهو يخرج الغنّام والدوسري ويزج بالفريدي وياسر بداية شوط المباراة الثاني، ليلعب بمحور دفاعي واحد، وبمهاجمين صريحين؛ فنتج عن ذلك خمسة أهداف وضاع مثلها، وقدّم الهلال شوطاً هلاليّاً هجوميّاً مثاليّاً لم يكدره إلا الخروج الخاطئ الثاني للحارس حسن الذي نتج عنه فض عذرية الشباك الزرقاء، وقبله قرارات حكم اللقاء الغريبة؛ بهذا التغيير أعاد السيد جريتس شيئاً من الهيبة الهلالية الهجومية التي افتقدناها نهاية الموسم الرياضي المنصرم وبداية هذا الموسم، وطمأن الجميع على أن الهلال بكتيبة نجومه قادر على صياغة الهوية الهلالية المعروفة، بشرط توظيف هؤلاء النجوم بشكل صحيح، وتنبيههم لتلافي بعض الأخطاء التي غالباً ما تتكرر!
عاقبوا المتسبب
قبل سنوات خسر الهلال من الحزم في الرس فنزل مجموعة من الصبية وعبثوا في المُعشّب، وتم معاقبة الهلال على الفور بنقل مباراة له خارج أرضه قبل أن يصل الفريق إلى الرياض، وحجة اللجنة أنهم يحملون شعار الهلال، رغم أن الفائز هو من يحتفل عادة ولكن هكذا أرادت اللجنة أو أُريد لها - فسمعاً وطاعة - وفي مباراة التعاون والنصر قذف الجمهور النصراوي (مفرقعات) أكثر من مرة كادت إحداها أن تلحق الضرر بالمدير الفني للفريق وذلك ابتهاجاً بتسجيل النصر لهدفه الثاني، ولاشك أن الضرر الحاصل في قذف تلك (المفرقعات) أشد من عبث صبية في مُعشّب بعد نهاية مباراة، وعليه فيجب أن تضرب اللجنة بيد من حديد على هذه التصرفات؛ لتثبت أنها تقف على مسافة واحدة مع الأندية كافة؛ ولئلا تتمادى الجماهير؛ فيحصل ما لا يحمد عقباه، وعندها لا بكاء ينفع ولا محاباة تفيد!.
بقايا حتى
- في كل مرة تأتي الحجج الدامغة بخبر شعبية الهلال الطاغية، فجمهور الهلال - ولا ريب - أكثر من جماهير الفرق مجتمعة بالأرقام والإحصائيات التي تقوم بها الشركات لمعرفة حال السوق الذي تسعى لأن تدخله على بينة.
- الاستفتاء الأخير لشركة أبسوس استبعد من هم دون الخامسة عشرة، ووفق ما أراه وأسمعه فنسبة من يشجع الهلال بين هذه الفئة العمرية يتجاوز الثمانين بالمائة، فأقول للثائرين والمتأزمين، ادعوا بسلامة استبعاد هذه الفئة!
- هناك نوعية من الأخطاء التحكيمية لا تؤثر بشكل مباشر على المباراة، لكن لها أثر مستقبلي كبير على الفريق، ومن هذه الأخطاء بطاقتا هوساوي وويلي الغريبتان. وعلى هذا الحال قد يجد الفريق الهلالي نفسه وقد فقد معظم أفراده عندما يشتد التنافس خاصة وأن جدولة الدوري قد جعلت الهلال يلتقي مع منافسيه تباعًا!
- من رحمة الله بعباده الحكام ولجنتهم أن الهلال يتفوق على الخصم رغم أخطاء الحكام الكارثية، فيسلم الحكم لأن أخطاءه تُسجل وتُصَبُّ في خانة الأخطاء غير المؤثرة!!
- يعتقد بعض النقاد أن الأندية سبب رئيس في عدم تطور المدربين الوطنيين، وذلك لعدم منحهم فرصاً كافية، لكن ما سمعته من أحد المدربين الوطنيين عن تمنيه عدم تطور الهلال، جعلني أجد العذر لأنديتنا؛ وإلا فكيف تغامر الأندية في التعاقد مع أمثال هذا المدرب وهذه عقليته التي لا تعرف أن ارتفاع مستوى المنافس ينعكس إيجاباً على فريقه؟!
- لاعب النصر المحترف سابقاً حسام غالي أعتقد أنه سيلاقي الدلال نفسه الذي وجده في الدوري السعودي فمارس بعضاً من سلوكياته فكان الوقف بانتظاره! ولسان حاله (الله! هو الضرب ممنوع؟!)
- محيسن الجمعان قال في معرض تحليله (أنا مدري وش أقولك؟) طيب من اللي يدري يا محيسن؟!
- يريدون أن يسلبوا التعاون نقاطه وفي الوقت نفسه تحميل جماهيره جناية جماهير النصر!
- آخر بطولة حققها ذلك الفريق على مستوى الفريق الأول كانت قبل ثلاثة عشر عاماً وبهدف غير شرعي.
- لا ألوم الإعلام الأصفر بمسارعته في وضع جدول دوري زين قبل انتهاء الجولة الثانية، والتباهي بصدارة النصر؛ لعلمهم أنها فرصة يندر تكرارها, والحياة فرص!.
آخر حتى:
أعظم الشعراء وأعظم الفلاسفة من بلغ درجة الطفل في جعل حكمه على الدنيا من الشعور لا من الفكر..