عندما تُترك الأمور عرضة للعبث بيد كل من هبّ ودبّ.. فمن الطبيعي أن يحدث الخلط والاجتراء والتعدّي السافر على الحقوق الثابتة بأيّة طريقة أبسطها البحث عن الإثارة الرخيصة عن طريق التلاعب بالحقائق وتسويق وترويج الأكاذيب والأراجيف تحت أيّ ذريعة ممكنة.
ولأننا نعيش مرحلة تجاوز الطرح فيها مفهوم الانفتاح المسؤول والمقنّن، إلى (منحدر الانفلات) غير المسؤول الذي لا يفرّق بين الممكن وفنه، وبين الممارسات الصبيانية.. مما أوجد واقعاً أكثر انفلاتاً في الاستمراء والتمادي في العبثث والتلاعب، وذلك في ظل انعدام الضوابط التي تحد من هذه الفوضى المتنامية(؟!).
الكثيرون قبلي كتبوا وتحدثوا طويلاً عن ضرورة وضع الأمور في نصابها من قِبل الجهات المعنية باتحاد الكرة حول مسألة توثيق واعتماد منجزات أنديتنا، وعدم تركها كما لو كانت (وكالة من غير بواب) باعتباره المسؤول عن كل شأن يتعلّق بهذه الأندية وأنشطتها، كبر ذلك الشأن أو صغر.
هذا فضلاً عن كونه المسؤول الأوحد والمرجعية الأم عن تزويد كلٍّ من الاتحادين الدولي والقاري أو أي جهة أخرى بالأرقام والوثائق الصحيحة والدقيقة التي لا مجال حولها للتلاعب والعبث كما يحدث الآن، أياً كانت الأغراض.
ذلك أنه في سبيل لفت الأنظار والبحث عن الإثارة.. أضحى من السهل على أي مطبوعة (فاشلة) تسهيل مهمة هذا أو ذاك من مراهقيها ممن لم تتجاوز مؤهلاته وخبراته الإعلامية والميدانية سنة أولى (حواري) لممارسة العبث في منجزات كبير الأندية الآسيوية، كامتداد للعبث في مسائل أخرى كالجماهيرية والأحقيقة في نيل لقب نادي القرن.. رغم أن هذه الحقائق غير قابلة أصلاً لأي جدل من أي نوع، لو كانت الأمور محكومة وخاضعة حتى للحد الأدنى من النظام والضبط والربط.
فهل يتحرك اتحادنا للنهوض بهذه المهمة الضرورة أم أنه لا يرى حاجة لها(؟؟!!).
العجاج الأصفر؟!
استمرأ النصراويون مسألة اختلاق الزوابع والجدليات والضجيج، وإثارتها إعلامياً، سواء كان ذلك بقصد فرض قناعاتهم التي لا يراها سواهم، أو كان في سبيل السعي للانتقاص من نجاحات الآخرين ومحاولة تشويهها، ولا سيما في ظل اتضاح تعهدهم مهمة محاربتها ورفضها لمجرّد المحاربة والرفض، أو كان بغرض اتخاذها وسيلة للظهور(!!).
ذلك أنهم (هدانا الله وإياهم) ظلوا أكثر تمسكاً بإحداث (عجة) مفتعلة كلما حقق الهلال تحديداً واحدة من أولياته التي انطلقت ولم تتوقف، ولن تتوقف (إن شاء الله) طالما أن مسيريه ظلوا أكثر تمسكاً بنهجهم القائم على مبدأ حق الجميع في الكسب وتحقيق التطلعات المشاعة والمتاحة بعيداً عن أساليب (الدس) وإثارة الزوابع.
افتعلوا (عجة) حول عدد ونوعيات البطولات لكل نادٍ رغم أنها لا تحتاج إلى شيء من هذا.. ثم افتعلوا أخرى حول لقب نادي القرن الآسيوي مع علمهم الأكيد أن أحقيقة الهلال بالحصول عليه أوضح من الشمس في رابعة النهار.. وها هم يفتعلون (عجتهم) المستحدثة حول الجماهيرية(؟!!).
ولأنّ المثل المصري يقول (الكذب مالوش رجلين)، ولأن هؤلاء الإخوة يعتمدون بشكل كامل على (اللغط) في إدارة وإثارة قضاياهم المفتعلة.. لذلك ظلت جميع محاولاتهم تدور في حلقة مفرغة رغم قدرتهم العجيبة على فرض صخبهم الإعلامي المركّز والمنظّم والموجّه، ورغم قدرتهم على شل تفكير الجمهور النصراوي.. إلى درجة عدم القدرة على تحديد الهدف من عملية استنهاضه بهذه الطريقة التي لا تراعي حقه في تحديد متطلّباته أسوة بباقي جماهير الأندية الأخرى (؟!!).
بين من لا يعلم هل هو مُطالب بالحضور إلى المدرجات لمساندة الفريق، وبين من لا يعلم هل هو مُطالب بالحضور للاحتفال بالدقيقة (37)، أم هو مُطالب بدعم الأصوات التي تلح عليه عبر الإعلام بالحضور فقط من أجل إسقاط الأولوية الهلالية الثابتة والراسخة (!!!).
الشاهد: القليل جداً من الجمهور النصراوي مَن هم على دراية بأنّ القصد من (عجة الجماهير) الأخيرة لم يكن الغرض منها تغيير الأمر الواقع الماثل والمحسوم لصالح جماهير الهلال منذ زمن بعيد، وإنما الغرض منها (التشويش) من خلال توظيف وتحشيد وتحفيز هذا الجمهور للحضور حفاظاً على شيء من ماء الوجه لتلك الأصوات.. خصوصاً بعد نجاح تكريس ثقافة التصويت التي بات الجمهور النصراوي يشكّل العلامة الأبرز في كسبها رغم أنها لا تقدم ولا تؤخر في مسألة الجماهيرية حتى لو أتينا بمائة (زين) مع (زين)، هذا الكارت الذي أضحى مادة للتندّر(؟!!).
يا خفي الألطاف
لنفترض أنّ (ياسر وولي ورادوي) لم يوفقوا في التسجيل المباشر في مباراة الهلال والفيصلي لأي سبب من الأسباب، وأنّ المباراة انتهت بالتعادل السلبي أو بفوز الفيصلي بهدفه الوحيد الذي لا غبار عليه.. فأي مبرر يمكن أن يتحفنا به المسؤول الأول عن التحكيم يا ترى(؟!!).
حتى لو التمسنا بعض العذر (الفشيلة) للحكم عبدالرحمن القحطاني حينما تغاضى جزائية ياسر هرباً من مقولة (قحطاني وقحطاني) رغم أنها (عيب) في حق الحكم والتحكيم، فالقانون لا يوجد فيه (خيار وفقّوس)؟!!
إلاّ أنّ ما ظل يثير الريبة هو تعامي الأخ عبدالرحمن القحطاني عن جزائيتيْ (المحياني وولي) وكأنّ الأمر لا يعنيه(؟!!).
ثلاث جزائيات كل واحدة منها أوضح من الأخرى، يقف الحكم أمامها وقوف (خيال المآتة).
ماذا يعني هذا (بالله عليكم)؟!!!
السؤال الضرورة: هل يستحق هذا النوع من التحكيم أي دعم من أي نوع؟