Al Jazirah NewsPaper Saturday  28/08/2010 G Issue 13848
السبت 18 رمضان 1431   العدد  13848
 
في الصميم
الشعبية أم الجماهيرية.. هناك فرق..!!
سلطان المهوس

 

بحسب قناعاتي الشخصية أرى أن الإعلامي الرياضي الجيد يجب أن لا يورط نفسه بالدخول في تفاصيل مواضيع تقحمه بدوامة مثيرة وتجعله أسير اتجاه قد يوقعه في فخ (التعصب). ومن تلك المواضيع الحديث عن النادي الأكثر شعبية أو جماهيرية في السعودية، حيث طفح على السطح مؤخراً شد وجذب إعلامي للأسف انساق إليه كثير من الإعلاميين ممن عليهم (الشرهة) وممن رفع عنهم القلم..!!

تعمدت أن أنقل حديث الأمير تركي بن خالد لبرنامج (فوانيس) في عدد سابق ل(الجزيرة) ليس لأن الأمير أكد أنه مقتنع بأن الهلال صاحب الشعبية الأكبر بالسعودية، بل لأنقل حضارية الارتقاء بالرأي وتوجيهه متزامناً مع القناعة الشخصية على اعتبار أن الأمير تركي نصراوي الميول والهوى وقد أعطى درساً مهماً في تقديم القناعات قبل تقديم الأمنيات..!!

الخلط الذي يحصل حالياً هو بسبب عدم معرفة الكثيرين للاختلاف الكبير بين الشعبية والجماهيرية، فالأولى هي نتاج تاريخ وبطولات لا تتوقف وإنجازات وشموخ ونجوم متدفقة وملايين مصروفة، والثانية هي ارتباط مكاني لا يتخطى حدود الملعب تجره عوامل عاطفية أو زمنية لكنها لا تعني بالضرورة القصوى الأولوية، ذلك لأن الشعبية هي المحك الأساسي الذي تبحث عنه كل الشركات وطالبي الإعلانات والقدرة على التمويل المادي..

من حق مسؤولي وإعلاميي نادي النصر أن يتغنوا بحضور جماهيرهم الكثيف ويتفاخروا بأنهم ملوك التصويت الجماهيري، لكن من حق المتابع أيضاً أياً كان موقعه ومكانه أن يعرف الحقيقة حيث إن الأمر - ما دام تم فتحه- ليس بالأمر البسيط وتبعاته وخيمة إذا ما تم نقل حقائق غير دقيقة، فالمسألة مرتبطة بتدفق عائدات مالية للنادي الذي يستحق بتاريخه وإنجازاته وشعبيته..

الهلال هو صاحب الشعبية الأضخم بالسعودية بناء على معطيات علمية وعملية من شركات متخصصة كان آخرها شركة (ابسوس)، فيما يتساءل الكثيرون عن الحضور الجماهيري الكبير للنصر في الملاعب يقابله حضور أقل للجماهير الهلالية - في بعض المباريات- وهو تساؤل منطقي يحتاج لتوضيح دقيق، فالجماهير الهلالية ومع توالي الإنجازات والبطولات المتلاحقة تخطت حافزية الحضور لمباريات ترى أنها محسومة لفريقها ناهيك عن سوء الخدمات المقدمة في الملاعب السعودية، فاجتمع التشبع وسوء الخدمة المرتقبة لتضع جمهور الهلال في خانة المواقف الكبرى، وسترون كيف سيكون جمهور الهلال في مباراة الغرافة القادمة..!

فيما يحضر جمهور النصر وبكثافة غير طبيعية لأن أي انتصار يحققه الفريق يجعل من أحلام العودة للبطولات قابلاً للتحقيق ولذلك بات من غير المستغرب أن يغمى على أحد الجماهير النصراوية بعد الفوز على فريق مثل الفتح في الجولة الثانية من الدوري..!!

أما مسألة التصويت التي يتفاخر بها النصر أمام كل الأندية فهنا أطالب شركة زين أن تعلن عن أعداد المصوتين لكل ناد وسترون أن الأندية الأخرى لا تقيم وزناً لتلك العملية على اعتبار أنها تجارية بحتة كما حصل عندما نال اللاعب المصاب لمدة سبعة أشهر سعد الحارثي جائزة أفضل لاعب بالدوري وهو لم يشارك فيه..!!

في الأخير لا يمكن التقليل من جماهيرية النصر وغيره لكن من اللائق جداً أن يعطى الحق لأهله بناء على مخرجات إحصائية وشعبية بناها تاريخ وإنجازات متواصلة وليس هذراً وطولة لسان مزمنة..!!

هل شاهدت (بريدة) يا مهندس فهد؟؟

الروعة التي صاحبت مسيرة فريقي الرائد والتعاون سفيرا مدينة بريدة لم تقتصر على النتائج المميزة والمستويات الفنية الجميلة بل امتدت لتعطي صورة مشرقة وحضارية للدوري السعودي وهو ما يجعل التساؤل مشروعاً حول العمل الذي يجب أن تقدمه رعاية الشباب لهذين الناديين بعد أن ماطلت إدارة المشروعات بالرئاسة في تنفيذ مقري الناديين المعتمدين، ولمن لا يعرف فقد استغرق تصميم المقرين حتى اللحظة سنة وتسعة أشهر منذ إقرار الاعتماد الأول لنادي الرائد..!!

للمهندس فهد الدويش وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية مكانة لدي لدماثة أخلاقه وأمانته وصدقه، ومن هذا المنطلق أكتب مستفسراً عن سبب ذلك التقاعس المميت عن تنفيذ مشروعي الرائد والتعاون بالسرعة المطلوبة؟؟ وهل هذا جزاء ناديين تجرعا مرارة التقشف طوال خمسين عاماً ومع ذلك خدما بكل إخلاص مدينة بريدة ومحافظاتها بكل تفان؟؟

كل ما أخشاه أن يذهب المشروعان مع الريح لظروف مفاجئة والأكيد أنها برقبة المهندس الدويش ولن يرحمه تاريخ (بريدة) عن ذلك التقاعس الغريب..!

تصويبات:

- كنت أتمنى أن يتم إشراك اللاعبين الذين لم تتح لهم مشاركة المنتخب السعودي الأول كأساسيين في دورة الخليج القادمة بالتزامن مع بعض اللاعبين الأولمبيين، فالكثير من الاحتياطيين لم يلعبوا مع الأخضر منذ مدة طويلة وهذه فرصتهم، أضف إلى ذلك أن دورة الخليج قاتلة المواهب بإثارتها المعهودة فلا نجعل من الأولمبيين ضحية..!!

= الحكام السعوديون لم يستعدوا جيداً ولم يكونوا في مستوى الدوري.. هذه حقيقة يجب أن يعرفها الأستاذ عمر المهنا فالأخطاء الواضحة وعدم معرفة القاونون (كما حدث في مباراة النصر والتعاون) وضياع ضربات جزاء كثيرة للفرق هو نتاج تهاون كبير في الاستعداد الذهني والبدني ناهيك عن معلومة خطيرة ذكرها لي أحدهم وهي أن الكثير من الحكام يتعمد الذهاب للمباريات - خارج مدينته- بسيارته الخاصة ليحتفظ بتذكرة السفر ليصل للمباراة مرهقاً ومتعباً والأخطر أنه يعود بنفس الليلة لمدينته وهو ما يجب أن تضع له اللجنة حداً فالحكم البخيل يجب أن يجلس في بيته ولا يبلى الفرق بدوخانه ونفسيته المتعبة..!

= مع كل ظهور له يطلب إنصاف فريقه من قبل الإعلام وعدم ظلمه وهو الذي أشغل الصحفيين بكثرة اتصالاته وحبه للظهور.. !

قبل الطبع:

لا يمكننا حل مشكلةٍ باستخدام العقلية نفسها التي أنشأتها (أينشتاين).



msultan444@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد