يحاول الكتاب والكاتبات أن يسهموا في دعم أي مسؤول جديد، خاصة في المواقع الخدمية، وذلك عبر وضع أجندة للمهام والقضايا والمسائل التي يجب أن يوليها أشد اهتمامه. وتختلف الأولويات التي يقترحها هذا الكاتب عن تلك الكاتبة، حسب ما يراه الإثنان وحسب تصورهما الشخصي لتطوير الخدمات التي يقدمها قطاع هذا المسؤول. ونظراً لأن مساحة الكتابة الصحفية والإلكترونية، هي من أعرض المساحات في بلادنا، فإن المسؤول الجديد سيجد في ملخص ما ستطرحه الأقلام، كماً هائلاً من التصورات التي سيكون بعضها موضوعياً والبعض الآخر أقل موضوعية، وربما يكون فيها أحلام خيالية، لا يمكن ترجمتها على أرض الواقع.
إن الوزير الجديد اوالأمين الجديد أو رئيس مجلس الإدارة الجديد، لا يأتي غالباً من فراغ. بمعنى أن لاعب كرة القدم لا يتم تعيينه وزيراً للنقل ! بل إن مسألة الاختيار تأتي بناء على الخلفية الأكاديمية والخبرات المهنية للشخصية المختارة، ولن يكون الكتاب والكاتبات أكثر فهماً منه في هذا المجال، لكن الكتابة تأتي من مبدأ، « فذكِّر إن الذكرى تنفع المؤمنين «. فإذا نفع التذكير، حمدنا الله شكراً. وإن لم ينفع، حمدناه صبراً.
ما أخشاه، أن بعض الكتاب يتخيلون أن عليهم كتابة مقالات ينصحون فيها كل مسؤول جديد، وأنهم إن لم يكتبوها، فإن الوزير لن يستطيع أن يعمل شيئاً. أو أن تتحول التعيينات الجديدة إلى مادة يملأ بها البعض الآخر من الكتاب فراغ مقالاتهم. أو أن يسجل من خلالها البعض الثالث حضورهم لكي « يتميلحوا « أمام الوزير ويقولون له: « شِفْنا، ترانا موجودين» !