ماذا يحدث في دوري زين السعودي؟ سؤال يتجاوز الشأن الرياضي ليلامس سقفاً أعلى، هو الشأن الإداري، بعد أن عدلت الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو بمعنى أصح الاتحاد السعودي لكرة القدم من أنظمته بزيادة عدد فرق دوري زين إلى (14) نادياً، ومن ثم تحديد عدد اللاعبين في حده الأعلى (30) لاعباً، يدخل ضمنهم اللاعبون المحترفون الأجانب.. هذه الإجراءات الإدارية حركتْ أندية مناطق الظل الرياضي والمحافظات وجعلتها تنافس أندية مناطق الأضواء والصدارة، أما بالفوز كما فعل التعاون والرائد من بريدة بالقصيم مع نادي الشباب أو نادي الفتح من الأحساء مع نادي الأهلي بجدة، أو إحراج الأندية الكبيرة والعريقة كما فعله نادي الفيصلي من المجمعة ونادي الحزم من الرس بالقصيم ونادي نجران... الأمر لا يقف على حدود الحركة الرياضية وإنما يمتد للشأن الإداري والإعلامي والثقافي والاقتصادي والصحي والتعليمي أن تتوجه المشاريع إلى المناطق (النامية) والمحافظات ذات الكثافة السكانية بدلاً من تمركزها في المناطق الكبيرة مساحة وسكاناً والمدن الكبيرة هي: الرياض, ومكة المكرمة وجدة والدمام.
هناك مناطق أخذت معظم العطاءات والمشاريع: الصحية والتعليمية والبلدية في مقر المناطق أو مدنها كبيرة ومحافظاتها، في حين هناك مناطق لتوها تدخل في طور المدن الكبيرة ولم تصل مدنها إلى المدن المليونية مثل: جازان والباحة، وعسير والقصيم، وحائل، والجوف، والحدود الشمالية وتبوك، ونجران. وتحتاج تلك المناطق إلى تنمية جميع قطاعاتها إضافة إلى ما هي عليه الآن من تطور، إنما زيادة تركيز المشاريع لدعم مقار المناطق ومحافظاتها الكبيرة... فعلى المستوى الرياضي يلاحظ أن أندية: عسير والباحة، وجازان, وحائل، والجوف، الحدود الشمالية، وتبوك غير ممثلة بصورة مستمرة في دوري زين، كما أن تلك المناطق ويضاف لها نجران والقصيم لم تفتتح بها الجامعات إلا مؤخراً ربما قبل عام أو عامين، كما أن هذه المناطق لا تحظي بمدينة طبية ومدينة صناعية ومدينة اقتصادية، وما زالت العديد من الوزارات لم تطور فروعها ومكاتبها في تلك المناطق حتى المؤسسات الإعلامية لم تأخذ نصيبها بتلك المناطق رغم كثافة السكان والقوة الإعلانية والشرائية وتمتعها بحياة حضارية وثقافية يتطلب وجود وسائل إعلام تعبر عنها بدلاً من مكاتب الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية.
نتائج أندية: القصيم الرائد والتعاون والحزم، والفتح من الأحساء, ونجران من نجران هذا الموسم والقوة الجماهيرية تجعلنا نتنبه إلى تلك المناطق والمحافظات في تعزيز المشاريع للتوطين الديمغرافي وتوزيع المشاريع بين المناطق وتنمية الحركة الاقتصادية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والنامية بهدف تخفيف الضغط على الخدمات في مناطق المربع الذهبي أو الأضواء الأربعة: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض, والشرقية وهي مقسمة على ثلاث جهات الغرب والوسط والشرق ليحتاج منا الجنوب: عسير وجازان، والباحة، ونجران.. والشمال: القصيم وحائل، والجوف والحدود الشمالية، وتبوك يحتاج إلى التنمية الرياضية، والإعلامية، والصحية، والبلدية فإن كرة القدم ودوري زين هو أحد المؤشرت التي تنبهنا إلى أهمية توزيع مشاريعنا في خططنا الخمسية وتنمية المناطق والمحافظات.