إنه من الإنصاف لابد أن أشيد بمؤسسة الجزيرة للصحافة من خلال تبنيها طباعة كتاب الاستثناء الذي رصد انطباعات سبعين كاتباً ومفكراً عن معالي الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- وقد اطلع عليه وأعجب به واعتبره أهم من نيل جائزة نوبل وهذا يعتبر تكريما له في حياته يسجل ....
..... لجريدة الجزيرة الغراء ولا زالت تطالعنا عبر صفحاتها انطباعات ومشاركات أطياف المجتمع السعودي والخليجي والعربي في التعبير عن حزنهم العميق في وفاة هذه القامة التي يعتزون بها، علماً بأن هذه المشاركات لم تكن تقليدية أو مجاملة إنما تحمل عمقاً علمياً، خلال قراءتها لشخصيته -رحمه الله- التي تفاعلت مع منظومة المعرفة في ظل إيمانه العميق بموروثه الاجتماعي وثوابته الإسلامية والتي عبر عنها رفيق دربه معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء في مقالته في رثائه -رحمه الله- عندما قال إنه مهتم بالفكر الإسلامي ويعكف على التعمق في تفسير القرآن الكريم وإنه معجب بتفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي أيضاً لو رجعنا إلى الوراء قليلاً عندما أصدر كتابه رحمه الله (حتى لا تكون فتنة) وكان مصيباً في طرحه ومتحسساً لاندفاع بعض الشباب الذين يجهلون تأصيل الفكر الإسلامي في قنواته السوية الذي هو ملم به وعلى خلفية جيدة معه وهذا عبارة عن حصانة فكرية له عندما يغرد في منظومة المعرفة في الأدب وفنونه والسياسة ومجالاتها والإدارة ونظرياتها واستراتيجياتها في ظل هذه الأجواء التي تهيأت له فرض احترامه وحب الناس له لأنه قريب منهم وليس هناك أي حواجز تحول بينه وبينهم وأذكر بهذه المناسبة موقفاً لي معه -رحمه الله- عندما كان يتجول في معرض الشرق الأوسط للكتاب الذي ينظم في مملكة البحرين كل عام وبالتحديد سنة 1986م وقد توقف عند جناح مكتب التربية العربي لدول الخليج لاستعراض بعض إصداراته وقد رحبت به وذكرته بموقف حصل في قسم الأطفال الذي تعتبر جزءا من مستشفى الشميسي سابقاً عندما قام بزيارة لتفقد قسم الأطفال وقام بالتصوير مع الأطفال ومن بينهم ابني فيصل وقد حث إدارة المستشفى على الاهتمام بهؤلاء الأطفال وتقديم العناية الفائقة لهم وقال لي هذا واجب على كل من يتولى القيادة أن يكون عند حسن ظن من أحسن الظن به وبعد الانتهاء من هذا الحديث الذي دار بيني وبينه اختار مجموعة من إصدارات المكتب وأصر على دفع قيمتها ورفضت وقلت له أنت من المشاركين فيها ولا سيما بعض الندوات الفكرية والمكتب عندما يضع تسعيرة لبعض إصداراته يهدف أن تذهب للمتخصصين والدليل على ذلك أن أسعارها رمزية وبعد إلحاحي عليه قبلها وعندما أردت إيصالها معه رفض وقال هذا ابني سهيل سوف يحملها عني وعنك، وقبل أن أختم هذه المقالة أطالب بتكريمه ولا سيما في القطاعات التي خدم بها فسكة الحديد بإمكانها أن تطلق على أحد قاعاتها قاعة معالي غازي القصيبي ووزارة الصناعة وكذلك ممكن أن تطلق على أحد المدن الصناعية مدينة غازي القصيبي الصناعية، وكذلك وزارة الصحة التي تنشئ مستشفيات بين وقت وآخر ممكن واحد منها يحمل اسم مستشفى غازي القصيبي، أيضاً أمانات المدن والبلديات في مناطق ومحافظات المملكة بإمكانها إطلاق أحد الشوارع يحمل اسمه في كل مدينة.
رحمك الله يا أبا سهيل وألهم أبناءك سهيل ونجاد وفارس وابنتك يارا وزوجتك وأسرة القصيبي كافة وأصدقاءك ومحبيك والشعب السعودي الكريم الصبر والسلوان.. ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ?، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
مكتب التربية العربي لدول الخليج