تحليل - وليد العبد الهادي
غابت الصين بأرقامها هذا الأسبوع فيما بذلت اليابان جهوداً حثيثة لخفض قيمة الين الذي أصاب الصادرات بحالة تبلُّد، أما منطقة اليورو والمملكة المتحدة فأصبحت عملاتها أكثر عرضة للمخاطر والأرقام تشير إلى تقلبات مزعجة في أسواق المال لديها، وأخيراً في أمريكا هناك مخاوف من تراجع نمط الاستهلاك بسبب التراجع القوى في مبيعات المنازل القائمة والتي ستجر معها الجديدة منها مما يؤثر بشكل عام على مجموعة السكن وقد نرى تحولاً ملفتاً في التضخم هناك لكن الصورة لم تكتمل حتى الآن، ولمزيد من التفصيل دعونا نأخذ جولة اقتصادية نستعرض خلالها أحداث هذا الأسبوع لنعرف ماذا يدور خلف أهم العملات الأجنبية في العالم.
الدولار الأمريكي
شيدت العملة الخضراء اتجاهاً صاعداً صغيراً توقفت عزومه عند 83.5 أمام سلة عملاته وتشير أنماط التداول إلى حدوث مسار جانبي مؤقت، أما خام نايمكس فارتد من مستوى 71 دولاراً للبرميل إلى 73.5 دولار للبرميل وهناك رغبة للتداول دون الحاجز النفسي 70 دولاراً للبرميل وما زالت عقود الخام متراجعة مقارنة بالعام الماضي لنفس الفترة وجاءت مخزونات النفط الأمريكية مرتفعة 4.1 مليون برميل لتضغط أكثر على الخام. مبيعات المنازل القائمة انخفضت بنسبة 27.2% تعامل معها المستثمرون على أنها من الممكن أن تؤثر على أداء الجديدة منها بالإضافة إلى أن السكن وتوابعه كالمنازل تعطي انطباعاً عن نمط الطلب على منتجات استهلاكية أخرى مرتبطة بالمنازل وتراجع مبيعات الأخيرة يجر معها أموراً أخرى، ومع نهاية الأسبوع أعلن عن نمو 0.3% في طلبات السلع المعمرة دليل الرغبة في الاستهلاك على المدى المتوسط والطويل والتي غالباً ما تكون مكلفة كما أن ذلك يؤكد أن المنتجين لديهم نفس طويل في التصنيع، وبذلك تكون الصورة متقلبة في أمريكا انعكس ذلك في تأرجح مؤشر الداوجونز فوق مستوى 10.000 نقطة.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي
ذهب الزوج إلى مستوى 1.25 واستفاد من الدعم النفسي كما كان متوقعاً والمسار الجانبي أرجح الاحتمالات الأسبوع المقبل بين مستوى 1.23 و1.26 لكن لا ننسى أن الزوج فقد الاتجاه الصاعد الصغير.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
الأنظار تترقب مستوى 1.52 حيث تم التأسيس دونه كثيراً لكن بعد كسر الاتجاه الصاعد منتصف الأسبوع بدأت السيولة تغادر العملات الأوروبية، وأفضل السيناريوهات المطروحة مسار جانبي فوق 1.52 لكن يظل الزوج عالي المخاطرة هو واليورو مقابل الدولار.
الدولار الأمريكي
مقابل الين الياباني
بالفعل هدأت البيوع بمجرد زيارة مستوى 83 وتكون نمط شرائي ذو مصداقية عالية من حيث المكان وأهم الأهداف المتوقعة خلال بضعة أيام (88) أي أن هناك ارتداداً مذهلاً ووشيكاً يمكن أن يحدث في الزوج طبعاً على حساب الين.
اليورو
مؤشر مديري المشتريات في قطاع الخدمات قفز إلى مستوى 58.5 قادماً من مستوى 56.5 وفق قراءة شهر أغسطس دليل تمتع القطاع بطلب حيوي من قبل المستهلكين لكن لا يعول عليه الكثير لأن ألمانيا بلد صناعي بامتياز، أما نتيجة المؤشر في منطقة اليورو لقطاع الصناعة فأظهر تراجعاً طفيفاً وعلى مستوى الخدمات يبدو مستقراً والصورة تبدو أوضح لو دققنا في الطلبات الصناعية الحديثة للشهر الماضي نجد أنها تراجعت بعد أن كانت تنمو بنسبة 3.8% إلى نمو بنسبة 2.5% وهي تشمل الطلبات التي تم إنهاؤها وفي طريقها إلى السوق، والقراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني استقرت عند 2.2% نفس النمو مقارنة بالفترة المماثلة، وأفضل ما تلقته الأسواق كان من ألمانيا حيث أحدثت نمو 8.2% في صادراتها للربع الثاني مقارنة بنمو 2.6%، ومؤشر (IFO) الذي يرصد التوقعات بين أن هناك حالة من الاستقرار قد يشهدها الاقتصاد الألماني وهو الآن عند مستوى 105.2، وبشكل عام التأرجح في الأرقام ما زال مستمراً في المنطقة.
الجنيه الإسترليني
الموافقات العقارية في لندن لشهر جولاي انخفضت بنسبة 3.1% يعطي انطباعاً بأن الطلب على المنازل بدأ يخف وهو متوقع، وضغوط التضخم في زمن الركود لا تزال ملموسة في الاقتصاد الذي بدأ فعلياً في تطبيق سياسات شد الأحزمة أي خفض الإنفاق الحكومي، وننتظر بيانات العرض النقدي ومبيعات التجزئة قريبا.
الين
الميزان التجاري للسلع وصل إلى 621 مليار ين لشهر جولاي مقارنة بحوالي 456 مليار ين مما أضاف قيمة للين على حساب الأسهم والصادرات هبطت أيضاً بسبب ارتفاع العملة اليابانية، ولا بد من أن نلفت الانتباه بأن مؤشر (نيكاي) هبط أكثر من الأسواق الأخرى وسبقها في التصحيح ولا يزال يصحح هذا يعطي انطباعاً بأن اليابانيين أكثر جرأة في رصد التقييمات والشموع اليابانية غالباً ما تكون لديها أسرار التصحيح مما يرجح أن نرى تداولات لمؤشر الداوجونز دون مستوى 9200 نقطة.
(تمَّ إعداد هذا التقرير منتصف جلسة الأسواق اليابانية يوم الخميس الساعة 7 صباحاً بتوقيت جرينتش)