تزايدت العمليات الإرهابية في العراق وتوزعت على محافظات القطر، وبعد أن كانت شبه محصورة في بغداد أخذت محافظات أخرى تأخذ نصيبها من العنف وسقوط الضحايا، وفي يوم واحد تساقط العراقيون قتلى في بغداد وديالي والكوت والنجف وكربلاء.
تزامن يكشف وجود مخططات إرهابية من جهات تتجاوز في قدراتها وإمكانياتها ما تمتلكه التنظيمات المسلحة من طائفية واستخباراتية، وهو ما كشفت سره المعلومات التي خرجت من العراق والتي تحدث عنها كثيراً المهتمون بالملف العراقي، وحذروا من تنسيق تشكيلات الحرس الثوري الإيراني، من فيالق إرهابية، كفيلق القدس ومنظمة بدر والمليشيات الطائفية، مع التشكيلات القتالية لتنظيم القاعدة في المحافظات والمناطق التي كانوا يسيطرون عليها، إلى أن قامت (الصحوات) بطردهم.
قد يستغرب البعض أن يحصل تنسيق وتعاون بين تنظيمات وتشكيلات مسلحة تمثلان نقيضين لطائفتين، فتنظيم القاعدة يضم مقاتلين من متطرفي السنة؛ أما تشكيلات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والمليشيات الأخرى فهم من الشيعة، وسبق لطرفي التشدد الطائفي أن أغرق العراق في حرب طائفية، فكيف يتفقان الآن ويعملان معاً..؟!.
الواقع والمعلومات التحليلية التي كشفت بعد تصفية الوجود القوي للقاعدة في محافظات الأنبار وديالى وضواحي بغداد، وهروب قادة المليشيات الطائفية إلى إيران.. إن مخطط أحداث فتنة طائفية رسمت سيناريوهاته في إيران التي لا تزال تستضيف قادة القاعدة، وكانت ممراً آمناً لعناصر القاعدة الذين يتدفقون من أفغانستان للعراق، إضافة إلى جميع الأسلحة والمتفجرات والصواريخ التي يستعملها مقاتلو القاعدة تأتي من إيران.
الآن لم يعد الأمر خافياً وأصبح كما يقال اللعب على المكشوف، الحرس الثوري وتشكيلاته الطائفية التي تضم عراقيين ولبنانيين وإيرانيين تعمل في كربلاء والنجف والكوت وتنظيم القاعدة.. وفي تزامن وتوقيت واحد تعمل في ديالى والأنبار وضواحي بغداد السنية، كالمقداوية والمدائن.. الأشخاص قادة هذه التنظيمات الإرهابية معروفون للعراقيين، فالذي يقود تشكيلات الحرس الثوري في محافظات الفرات الأوسط ضابط في الحرس الثوري يدعى محمود دمشتي حسني المعروف ب(محمود النجفي)؛ وتنظيم القاعدة عاد إلى تلبس دور جيش دولة العراق الإسلامية، والأهداف محددة مسبقاً اغتيال القادة السياسيين والرموز الدينية ومسؤولي الحكومة العراقية وكل من عمل على التصدي لهم.. المتطرفون السنة يتخلصون من المعتدلين فيقضون على الصحوات.. ومتطرفو الشيعة يفجرون المراقد الشيعية حتى يحصلوا على المبرر الذي يشعلون من خلاله الفتنة من جديد وتعيد هيمنة التنظيمات الإرهابية التي تحول وتسلح من إيران لملء الفراغ في العراق حسب الوعود السابقة.
jaser@al-jazirah.com.sa