(منى) مديرة مكتب المدير العام في الشركة المرموقة التي أعمل بها، متميزة في عملها، نشيطة تدور بحركة مكوكية بين مكتب المدير ومكتبها وأجهزة الفاكس والكمبيوتر والمراسلات والملفات والمواعيد، تتمتع بسرعة البديهة والمحافظة التامة على سرية المعلومات في العمل وفي حياة مديرها الشخصية، وهي عنصر مريح جداً لعائلة المدير العام وبخاصة زوجته التي ترتاح لها وتعتبرها إنسانة موثوقاً بها لتمتعها بأصول ومبادئ واضحة، وليست كما هو شائع عن مديرة المكتب بأنها (ضرة زوجة المدير)، وهي جميلة وأنيقة.... باختصار منى تدير دفة العمل بذكاء ومهارة، بل تدير المدير العام أيضاً، وفي أغلب الأحيان نعتبرها بديلاً عن المدير العام لكفاءتها وتمكنها....كنت أتمنى أن تربطني بمنى علاقة صداقة، فهي شخصية جادة وجديرة بالاحترام، لكن خوفي من الخلط بين المصالح الشخصية والصداقة جعلني أتجنب ذلك.... منذ أسبوع تقريباً لاحظت أن منى أصبحت عصبية المزاج، فقدت هدوئها الذي عوّدتنا عليه، فقدت ابتسامتها الصافية، أصبحت كثيرة الغياب، وغير مبالية بعملها كالسابق.... ومع نهاية الأسبوع قدَّمت استقالتها ولم تعد تظهر في الشركة..... وعمَّت الفوضى بشكل ملحوظ في مكتب المدير العام، فُقدت الأوراق، وفُقد التواصل والاتصال بين أقسام الشركة.... وكان هناك محاولات حثيثة لإعادة منى إلى الشركة، إلا أنها كانت ترفض بإصرار....
بعد الكثير من الشائعات والكلام الفارغ.... دفعتني قدماي إلى منزل منى لزيارتها والاطمئنان عليها، وفتحت لي قلبها، وهالني ما سمعت منها.....
فمدير التسويق الجديد في الشركة التي نعمل بها كان قد التقى بمنى في إحدى المناسبات.... أوهمها بإعجابه بها... خاطب أنوثتها .... وأملها بالارتباط بها وتكوين أسرة صغيرة عمادها حبهما ومشاعرهما الرقيقة... وهذا يستلزم حصوله على منصب مرموق في شركة مرموقة.... وبالفعل سعت منى جاهدة لحصوله على ذلك - رغم عدم مناسبة كفاءاته ومؤهلاته- في الشركة التي نعمل بها... وتم تعيينه بتوصية من المدير العام، ليحصل على مركز مرموق، في شركة مرموقة، براتب شهري مرتفع، بامتيازات ممتازة..... وبعد أن تم المراد..... صرَّح لمنى بأن عليه أن يرتبط بإحدى قريباته تمشياً مع العادات والتقاليد السائدة في المجتمع!
أعانك الله يا منى.... فالغاية تبرِّر الوسيلة لدى البعض..... تحت شعار الذكاء والفهلوة والمصالح!
الرياض
danaalkhayyat326@hotmail.com