لا يختلف الكثير من الناس أن الشقاق والخلاف من أخطر وأعظم ما يقوم به الشيطان بين البشر وهو السلاح الذي يوغر به صدور الخلق لينفصلوا بعد اتحاد ويتنافروا بعد اتفاق ويتعادوا بعد أخوة.
وقد اهتم الإسلام بمسألة وقوع الخلاف بين المسلمين وأخذها بعين الاعتبار وذلك لأنهم بشر يخطئون ويصيبون. ويعسر أن تتفق آراؤهم أو تتوحد اتجاهاتهم دائماً.
ولهذا عالج الإسلام مسألة الخلاف على اختلاف مستوياتها بدءاً من مرحلة المشاحنة والمجادلة مروراً بالهجر والتباعد وانتهاءً بمرحلة الاعتداء والقتال. فبالإصلاح تكون الطمانينة والهدوء والاستقرار والأمن وتتفجر ينابيع الألفة والمحبة. قال تعالى ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ? (1) سورة الأنفال. فكثيراً ما يكون بين الناس منازعات وخصومات وذلك نتيجة لاختلاف الأهواء والرغبات والاتجاهات. فهي سببٌ في وقوع البغضاء والعداوات والتفرقة بين المسلمين والقرابات. فالإصلاح بين الناس عزيمة راشدة ونية خيره تسكن بها النفوس وتتآلف بها القلوب ولا يقوم به إلا عصبة خيرة من خلق الله شرفت أقدارهم وكرمت أخلاقهم وطابت منابتهم.
باختصار..
إن المكارم كلها ترجع جملتها إلى شيئين، تعظيم أمر الله جل جلاله والسعي في إصلاح ذات البين.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح
m-2010-@hotmail.com