(إن جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين تدعم تحقيق حلم ملك ورسالة أمة وأمل وطن من خلال تحفيز الابتكار والإبداع ورعاية الموهبة دعما للتحول إلى مجتمع المعرفة والمنتجات القائمة عليها، وتقدير المخترعين والموهوبين المتميزين في المجالات العلمية والتقنية والإنتاج الفكري)
وزير التربية والتعليم
هذا ما قاله نائب رئيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم، ونشرته وزارة التربية والتعليم في موقعها على الإنترنت، تعليقا واحتفاء بولادة جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين، فكم سمعنا على مقاعد الدراسة بأن هذا الزميل موهوب، وذاك متفوق في دراسته، وثالث مبدع في التعامل مع ما يحفظه غيره من المقررات الدراسية، وكنا نكتفي بالتصفيق له أحيانا بين جدران الفصل، أو النظر إليه عندما يتفضل عليه مدير المدرسة بجائزة بسيطة، تفرحه لكنها لا ترضي غروره، بل ولا تجعل منه بين زملائه نجما يقتدى به، ولكن عندما سمعت ثم قرأت هذه السطور المضيئة لسماء مواهبنا الوطنية: «بعد الاطلاع على ما رفعه معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وبعد النظر في قرار مجلس الشورى رقم (46-22) وتاريخ 25-5-1431هـ، قرر مجلس الوزراء الموافقة على استحداث جائزة باسم (جائزة خادم الحرمين الشريفين لتكريم المخترعين والموهوبين)، وفقاً للائحتها التنظيمية المرفقة بالقرار.
أبرز ملامح اللائحة:
1- تهدف الجائزة إلى الإسهام في تطوير مجالات العلوم والتقنية في المملكة، وتشجيع وتقدير المخترعين والموهوبين، وتنمية روح الإبداع والابتكار والاختراع.
2 - تمنح الجائزة للمتميزين من الذكور والإناث في المجالات العلمية والتقنية والإنتاج الفكري.
3- قيمة الجائزة مليون ريال تمنح لعشرة فائزين، ويكون الحد الأعلى لكل فائز مائة ألف ريال»، لم أستطع تجاوز هذه السطور التي بشرت بمرحلة جديدة في المشهد العلمي السعودي في عهد راعي الموهبة خادم الحرمين الشريفين، رعاه الله، خاصة وأن استحداث جائزة تحمل اسمه لتكريم الموهوبين والمخترعين تأتي في سياق المبادرات التي أطلقها لرعاية الموهوبة ونشر ثقافة الاختراع والاستثمار المعرفي في بلادنا المباركة، والتي ستحقق بحول الله قفزة نوعية وكمية للابتكارات السعودية في المستقبل القريب، بل وستعوض هذه الشريحة المهمة من مجتمعنا سنوات النسيان، مما سيكون داعماً قوياً لذلك التوجه الرشيد وسيكون لها أكبر الأثر في دعم وبناء وتطوير بيئة ومجتمع الإبداع لكي يتمكن الموهوبون السعوديون من استغلال وتسخير مواهبهم لخدمة الوطن. كما ستساهم تلك الجائزة في تطوير مجالات العلوم والتقنية، وتشجيع وتقدير المخترعين والموهوبين، وتنمية روح الإبداع وتوطين الاختراع.
إن تأسيس مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع»موهبة» كانت نقطة تحول حقيقية في تأريخ الموهبة والابتكار السعودي، ومنعطفا مهما في تأريخنا التقني والصناعي، في زمن المعرفة، وقد لمس المواطن عن قرب نتائج تلك المؤسسة المباركة، من خلال مخرجات البرامج الإثرائية الصيفية التي تعقد سنوياً في عدد من مناطقنا كما كان لهذه المؤسسة دور كبير في رفع مستوى وعي المجتمع السعودي بأهمية الابتكار. وقيمة الاختراع، بل إنها أعادت شيئا من الوهج الاجتماعي لشريحة المخترعين ويكفينا فخرا نجاح (ابتكار 2010) الذي نظمته «موهبة» مؤخراً وما حصوله على اعتراف الاتحاد العالمي لاتحادات المخترعين إلا شاهداً حقيقيا على أن وطننا يسير بخطى ثابتة نحو مجتمع المعرفة والمشهد التعليمي ينتظر المشروع الذي ترعاه موهبة لبناء مجتمع المعرفة وتحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع مبدع وموهوب بحلول 1444هـ.
وأخيرا
إن هذه الجائزة الوليدة هي دفعة نوعية للشباب السعودي، ودعوة صادقة للابتكار الوطني والاختراع المحلي، ليأخذ مكانه الحقيقي على خارطة الابتكار العالمي، وقد جاءت بشهادة المراقبين في وقتها المناسب لاحتواء الكثير والكثير من أبناء الوطن من خلال رصد مليون ريال لكل عشرة فائزين، مما يزيد من مستوى التشجيع الذي سيرفع سقف التنافس في المجال العلمي والبحثي والتقني من أجل وطن يراهن على المعرفة، بل إن هذه الجائزة ستعيد بناء» القدوة» العلمية للشباب السعودي، وستسهم بشكل إيجابي في بناء «الرمز» السعودي في عالم الابتكار والاختراع، لتسد بذلك فراغا كبيرا في ساحة النجومية السعودية في ذهنية الشباب، وستزيد من دائرة الضوء والحضور الإعلامي الإيجابي للنجومية المحلية لتتجاوز دائرة الرياضة والفن إلى دائرة الابتكار والاختراع، مما يبشر بصناعة نجومية جديدة تليق بمملكة الإنسانية وتضعها على خارطة التأثير العالمي في عالم قوي يحترم» الابتكار» الحضاري ولا يأبه ب»النجومية» الزائفة، مما يسعى بنا نحو النهوض بهذا الوطن من خلال تقديم الابتكارات السعودية ومواكبة التطور الحاصل في العالم من طفرة معلوماتية هائلة، وستجعل منا إن شاء الله مملكة للإنسانية بتوطين الاختراع وتصدير «المنتج» السعودي المنافس في زمن المعرفة.