لا مصداقية للصيت، إلا بقدر الصدق في أخلاق المحيطين بصاحبه..,
لذلك لا تبدو الحقائق كاملة في سجلات التدوين، إذ لم تكن مادتها دقيقة في الواقع..ولنضرب الأمثلة، فهناك مريدون كثر ينمقون آراءهم فيمن يرأسهم خوفا منه، أو اتقاء لشره، أو تقربا إليه، أو وصولا لبغيتهم، فالحاجة تبرر الأسلوب، فيكسب السمعة وينال الصيت ويدخل في سجل التدوين بين الناجحين والمالكين أزمة القلوب.., وللحقيقة وجه آخر...
وهناك آخرون يقدمون البخور والطبول ليحظوا بريح باردة تقيهم الجانب الآخر من السور.., فيبلغك عنه الشذى، وتهب عليك منه ريح باردة بينما خلف السور الوجه الآخر ...
دفاتر التدوين ليست سجلا للحقيقة الكاملة، وسطورها ليست من دواة أحبار صافية، ولكنها سجلت في نهار ليله لا قمر له.., وكتبت بأيد خبأتها قفازات داكنة.., فأخلاق الاستهلاك تعم، وسلوك الاحتياج يطغى.. وغايات الاستفادة تحرك الكلمة على اللسان، وتلون نبض الجنان.., وتصبغ مظاهر المعاملات...
فلا يُصدق الطبالون والمبخرون دون تمعن.., ولا يُسلم للسطور ما لم يُكتشَف ما في الصدور..فهناك وجه آخر للحقائق لم تدون في الدفاتر..
وهناك أخلاق مناط أمرها لمضغة في القلب، ولنافذة في العقل.. فإلى أي الأوجه تنفتح ..؟