الجزيرة - أضواء الوابل :
تعد أغلفة الكتب على درجة عالية من الأهمية، خاصة ونحن بزمن التقنية واستخدام الدوبلاج.
من يضيء الطريق لمن!، في أغلفة الكتب..؟ العنوان أم الصورة..؟
هناك قارئ بصري يعطي الغلاف أهمية كبيرة لدرجة تأثره بما يقدمه الغلاف من تفاصيل لا يستطيع أن ينفلت منها.. وكأنها واسطته البصرية لمنطق عقله.
ففي معظم الأحوال لا تخلو اللوحة من أشياء الرواية وصوره، بحيث يشي الغلاف بعالم السرد، ويكون قادراً على أن يؤهل الداخل لهذا العالم التوافق مع خيوط النص
مرحلة أساسية
فكانت البداية مع صاحب دار نشر الفكر العربي الأستاذ علي الغامدي الذي قال» غلاف الكتاب يعتبر من المراحل الأساسية بصناعة النشر، وتبدأ الدار باختيار الغلاف المناسب لعنوان الكتاب.
وربط بين العنوان والمضمون الداخلي للكتاب كي يعطي للمصمم فكرة عن الغلاف ونبدأ بعمل تصورات معينة ليتم تجهيزه خلال أسبوع ثم عرضه على المؤلف، ولكن الأهم من التصميم احترافية الطباعة..»
ليس لها روح
وتحكي الأستاذة القديرة نجاة باقر وجهة نظرها قائلة» بالتأكيد إن عنوان الكتاب له دور..لكن
الورق والغلاف مهمان جداً، لأنه أول ما يلفت الانتباه بالكتاب، كلما كان الغلاف مبهرا وواضحا غير غامض والأوراق جميلة جذب القارئ له.
ذات مرة شدتني ألوان كتاب كان مرتبا وبارزا، ولكن لم أشتريه لأنها كنت باللغة الفرنسية لو كانت انجليزية لاقتنيتها.. أتمنى أن يكون من يصمم الغلاف فنانا لكي يرسم الصورة باليد لأن الصور الإلكترونية ليس لها روح..»
المضمون هو الأهم
وتبدي الشاعرة والإعلامية نجاة الماجد رأيها قائلة» يشدني عنوان الكتاب في المقام الأول قبل
أي شيء آخر ثم يأتي بعد ذلك الغلاف وما احتواه من صور ودلائل ولكن تركيزي الأكبر على العنوان قبل أي شيء...» وتوافقها الشاعرة والروائية ميرفت بخاري بالرأي» لا أضع هم الغلاف في الحسبان، كنت أركز على المضمون وفي نهاية المطاف أجد دور النشر بدأت تتنافس بشكل كبير بالأغلفة حتى تستقطب الكاتب، ما أعنيه جيدا المضمون هو الأهم، وما دون ذلك إضافة بصرية تنتهي بابتعادها عن النظر..»
النساء أكثر اهتماما بالغلاف
ويحكي القاص عبدالإله الأنصاري وجهة نظره قائلاً: «قد لا نختلف بأن الغلاف له دور في عملية التسويق
ولكن - بلا شك - إن تم حصر الأمر بين الغلاف والعنوان، فالعنوان هو من سيجعلني أضع يدي في جيبي لأدفع ثمن الكتاب. هناك من يهتم بالأغلفة، وعلى الأغلب يفعل ذلك النساء أكثر من الرجال.
هناك أغلفة تسوّق للكتاب لغرابتها أو لتجاوزها، ولكن غرابة عنوان لا تعد بالنسبة لي عامل جذب.
علاوة على كوني شخصا مفتونا بالعناوين، إلا أن ذلك يحكمه الابتكار ومواءمتها للعمل.»
خطوط مبهرة وفخامة بالتصميم
وتقول الكاتبة والقاصة منى العبدلي:» غلاف الكتاب أداة مهمة لجذب القارئ للكتاب وإغرائه بالتقاطه من على رف المكتبة، فهو يستقطب القارئ ويشد انتباهه له سواء بألوانه الزاهية أو خطوطه الباهرة أو حتى بفخامة تصميمه، وقد غدا الاهتمام بأغلفة الكتب كبيرا وتخصص فيه فنانون وتشكيليون كثر لما لأهمية أن يكون الغلاف جاذبا وأنيقا في نفس الوقت دون إغفال محتوى الكتاب ومضمونه واسم كاتبه، ولا أنكر أحيانا بأنني أنجذب للكتاب أولا لشكل غلافه الخارجي وأتأمله لبعض الوقت.
الاهتمام بأغلفة الكتب دليل وعي وتحسن للذائقة الفنية وهي عملية مشتركة بين الكاتب والمصمم.»
رسم صورة العلاقة بين الغلاف والقارئ
وعن رأي القراء يبدي رأيه القارئ يوسف عبدالله يقول «العنوان له دور كبير في جذب القارئ، مثلما هو حال الغلاف بالنسبة. ربما أعشق كتاب وأتلقفه من الرف بسبب صورة الغلاف وغرابته كذلك. هناك نوعان من العناوين بحسب ما أرى، وكل قارئ لديه رؤية ما تجاه تلك العناوين. أولها العناوين مباشرة - وهي التي تعطي للقارئ مفتاحا لما هو موجود بداخل الكتاب، مثل آنا كارينينا والكونت مونت كريستو ودافيد كوبرفيلد. عناوين مباشرة وتعطي صورة أولية عن الرواية/ الحدث. باختصار اسم الكتاب هو أحد المفاتيح التأويلية للنص. هناك أسماء كثيرة لفتت نظري بلا شك. منها ماهو مباشر ومنها ماهو رمزي. ولعل أكثر اسم أحفظه وكان جذاباً لي لقراءة كتاب هو اسم الوردة، رائعة أمبرتو إيكو.
أما بخصوص الغلاف ومقدرته على جذب الجمهور القارئ، لن أتحدث طويلاً عن هذه العلاقة بين القارئ والغلاف ولكن سأذكر حادثة جرت السنة الماضية كان لها دور كبير في رسم صورة العلاقة بين الغلاف والقارئ.
المؤلفة الأمريكية ستيفاني ماير مؤلفة سلسلة الشفق الواسعة الشعبية في السنتين الأخيرة ذكرت في الجزء الثالث من السلسلة أن بطلة الرواية تقرأ مرتفعات وذرينغ لإيميلي برونتي. وقراء الأدب يعرفون جيداً هذه المرتفعات والتي تعبر من كلاسيكيات الأدب الإنجليزي. دور النشر لم تنتظر أن يبحث القارئ عن الرواية التي تقرأها بيلا بطلة سلسلة الشفق، بل قامت بإصدار عدة نسخ من مرتفات وذرينغ وبحلة جديدة مقاربة لسلسلة الشفق، وكتب على الغلاف»كتاب بيلا وإدوارد المفضل». كان نتيجة هذا الإصدار الجديد وبحلة جديدة للقارئ الشاب الذي لم يتعرف على الكلاسيكيات، تم بيع أكثر من عشرة آلاف نسخة في مدة محدودة فقط. من هنا فقط نعرف قيمة الغلاف وكيف يؤثر في جمهور القراء بشكل عام.»
فن الأغلفة
وتقول المدونة والكاتبة ريم مسعري» أغلفة الكتب هي فن بحد ذاته، تجسّد العمل الروائي في غلافها. للأسف هناك قصور واضح لأغلفة الكتب في العالم العربي. لا تزال إلى الآن الكتب والمجلدات تحمل ذات التصميم المعتاد، اسم الكتاب وزخرفة من على الجانبين.. في حين أصبح الغرب يؤلفون كتباً عن فن الأغلفة. كم من الروايات الأجنبية عندما تُرجمت شوّهت أغلفتها بأبشع التصاميم
القارئ بحاجة لغلاف جذاب يشبع الجانب البصري لديه.
لئلا تكون نظرتي سوداوية هناك بعض دور النشر المصرية واللبنانية برعت في هذا الجانب، فهناك لا أتمالك نفسي في امتلاك أي من كتبهم بناء على الغلاف.
الأغلفة الملونة تجارة رابحة لمن يتاجر بها?.?»
مسألة ذوق فني!
أما القارئة أسماء العقيل، فتقول «عنوان الكتاب يختصر أسلوب الكاتب بكلمة أو كلمتين أما لوحة الغلاف تختلف لأنها مسألة ذوق فني قد تعجب المؤلف ولا تعجبنا وأرى التأثير الأكبر للعنوان»
تحفة بدلاً من كتاب
و تسرد لنا رقية السمير وجهة نظرها « بالتأكيد في البداية العنوان، لأنه إما أن يثير فضولي أو قد يكون في موضوع أبحث عنه، فأقتني بناء على العنوان بداية. فإذا اكتمل العنوان بعامل جذب آخر وهو لوحة الغلاف فخير على خير.. على سبيل المثال كتاب الدكتور سلمان العودة (بناتي) أحببته كثيرا ليس لأجل اسم الكتاب فقط، لكن أيضا ظرافة التصميم والفكرة.. ويأتي الغلاف مكملا لنجاح المضمون والفكرة التي تحدر منها العنوان كلها عوامل تساعد على النجاح، وأعده من طرق التسويق الجيد للكتاب أن يكون الغلاف جذابا وأن يكون الاسم معبرا عن مضمون الكتاب؛ لأن بعض الكتب تضلل في العنوان فيكون بعيد جدا عن الفكرة ولكن إن اشتري كتابا ما لأجل أن الغلاف جميل فقط فمن المفترض شراء تحفة بدلا من ذلك..»