عنه قال سيد الخق أجمعين: «لو كان من نبي بعدي لكان عمر بن الخطاب»، وقال: «إن الله سبحانه جعل الحق على لسان عمر وقلبه»، وقال: «الحق بعدي مع عمر حيث كان».
قبل إسلامه كان سفير قريش فإذا ما نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافراً أو مفاخراً لما عُرف به من فصاحة اللسان وحسن المنطق وصلابة الطباع وجلادة الموقف، ولما أسلم كان أحب العمرين إلى المولى -عز وجل- وإلى رسوله الكريم، هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الفاروق.
قال عنه علي رضي الله عنه وأرضاه: «ما نزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر».
هو عبقري، ليس يوحى إليه ولكنه قادر بعبقريته الفذة على استشراف المستقبل من المعطيات المتوافرة، فاستشرف أن حكم تحريم الخمر قادم، واستشرف أن لا بد من وضع حدود لدخول المسلمين على نساء الرسول، وجاءت الآيات مصدقات.
وحين تولى الإمارة، كان ذاك السياسي المحنك داخليا وخارجياً، عزل خالد بن الوليد لما رأى من افتتان الأمة ببطولاته الفردية، وغياب دور الدولة «المؤسسة» ودور الجيش «المؤسسة»، وعين مكانه سيدنا أبا عبيدة الجراح القائد هادئ الطباع.
حين فتح المسلمون مدينة بيت المقدس اشترط حاكم أورشليم صفرونيس مجيئ رئيس العرب لتوقيع المعاهدة، فوافق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على طلب صفرونيس بالرغم من معارضة مستشاريه وقواده فكان هو أول خليفة يغادر الجزيرة العربية ليوقع معاهدة الصلح.
استقبل صفرونيس عمر بن الخطاب بالإكرام والترحاب وأراه كل الأماكن الدينية ومنها كنيسة القيامة وحدث أن حان وقت صلاته وهو بداخل كنيسة القيامة فرفض عمر بن الخطاب أن يصلي فيها فخرج للخارج فسأله صفرونيس قائلا: «لمَ لم تصل بالكنيسة!!» فأجابه: «حبا بالنصارى لئلا يأتي المسلمون بعدي فيصلون حيث صليت ويقولون هنا صلى عمر ويأخذوا الكنيسة منكم بداعي صلاتي فيها».
هذا هو عمر، وهذه نبذة من عبقريته رضي الله عنه وأرضاه.