Al Jazirah NewsPaper Monday  23/08/2010 G Issue 13843
الأثنين 13 رمضان 1431   العدد  13843
 

مات الوزير
عبد القادر سعد القويعي

 

مات الدكتور غازي القصيبي وكل حيٍ سيموت، وكثيراً ما نفتقد أقارب وأصدقاء وأشخاصاً قد نعرفهم وقد لا نعرفهم فنحزن عليهم، لكن الدكتور غازي حزننا عليه من نوع آخر.. حزن يقطع نياط القلوب فما هو السبب؟ السبب أن الدكتور غازي ظاهرة لن تتكرر..

شخص مميز بعلمه وعمله ومعاملته وهذا ما جعل الكل يبكيه.. غازي القصيبي تسلَّم أربع وزارات أبدع فيها غاية الإبداع وكسب آلاف الأصدقاء ولكنه لم يخسر أي مواطن لأنه كان على قدر المسؤولية ولأنه كان رجلا من رجالات الوطن الذين يعتد بهم.. ويقال اذكروا حسنات موتاكم.. والقصيبي له آلاف الحسنات ولكنني سأذكر قلة منها للفائدة ولعلم محبيه.

1 - امتنعت شركة كهرباء الرياض عن توصيل الكهرباء لحي الروضة وكان في أول شهور عمله بالوزارة، فأوعز إلى وكيله المرحوم عبد الله غليقه بالكتابة إلى شركة كهرباء الرياض بأنه يتحتم عليها مد التيار إلى حي الروضة بأسرع ما يمكن لأن اسمها ( شركة كهرباء الرياض وضواحيها). وهي مسؤولة مسؤولية مباشرة عن ضواحي الرياض وفعلاً قامت الشركة بشراء أرض لحي الروضة ومدت التيار الكهربائي .

2 - نشرت جريدة الجزيرة خبراً عن الإهمال الحاصل في مستشفى المجمعة وكان الدكتور غازي وزيراً للصحة وأثناء ذهابه لعمله كان يقرأ الجريدة وعندما وصل إلى مكان وزارة البترول والثروة المعدنية في طريقه إلى وزارة الصحة أمر السائق أن يلف بالسيارة إلى المجمعة وبعد ساعات فاجأ المستشفى واطلع على القصور وأصلح ما يجب إصلاحه .

3 - كان أحد الأشخاص مديراً للشؤون الصحية في الرياض لا يراجع أي وزير صحة وكان يتعاقد مع الدكاترة والممرضات والممرضين مباشرةً وعندما تعين القصيبي بوزارة الصحة أحاله على التقاعد وأصلح الشؤون الصحية.

4 - الأدهى من ذلك ومن مميزات هذا الرجل الأمين المخلص النزيه أنه قدم له رشوة بشيك مقداره مائة وعشرين مليونا فاتصل بمدير المباحث الإدارية اللواء منصور بن نجر العتيبي وطلب منه أن يتسلم الشيك لإثبات هذه الرشوة وفعلاً تم إثباتها وقامت المباحث الإدارية بواجبها تجاه ذلك.. هذا غيض من فيض.

أودى فأية عبرة لم تسجم؟!

أم أي قلب من حشا لم يكلم؟!

لكنها العبرات أودت غربها

عن راحل أغنى بكاء متيم

يا غازي الألباب ما ودعتنا

ومضيت في يوم عصيب مظلم

هذه القلوب وقد تدامى نزفها

وجراحها.. أما لها من بلسم؟!

يا خالداً نعم الرجولة والوفاء

قد كنت أخاً للفقيد.. فتسلم..

أهداك غازي فكره وفؤاده

فاهنأ بهذا الحب أو بالمغنم

رحمك الله أيها الوزير الجليل، وعوض الله وطنك وأهلك ومحبيك برجل مثلك وأنزلك منازل الشهداء والصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقا.

abusaad.q@gmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد