إن حصول حي الطريف بمحافظة الدرعية على هذا التصنيف العالمي المرموق من قبل منظمة اليونيسكو حدث مهم وكبير، وهو يعني اعترافاً
عالمياً بدور وتفرد هذا الموقع الموضوع على قائمة التراث العالمي، والمشاركة في دعم مشاريع المحافظة عليه، وبذلك يصبح الموقع موقعاً عالمياً تهم سلامته شريحة كبيرة من سكان العالم. وكذلك الاعتراف العالمي بأهمية الدور الذي لعبه الموقع من خلال ساكنيه، إضافة إلى الإقرار العالمي بأحقية وواقعية ما خرج من الموقع من تراث حضاري. كما تنبع أهميته من الدور التاريخي الذي لعبته الدرعية على مدار أكثر من 80 عاماً، يوم أن كانت عاصمة للدولة السعودية في دورها الأول، حينما تم فيها الاتفاق المشهور بين الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب، فأسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى وعاصمتها مدينة الدرعية وقلب عاصمتها النابض حي الطريف.
وإن تراث الدرعية القائم بمساجده وقصوره وأسواره ومنشآته يدل على مدينة لعبت دوراً كبيراً في تجارة المنطقة وفي تقديم مناهج وطرق في العمارة والزخرفة والتصميم والتخطيط المعماري، وتستحق أن تكون على قائمة التراث العالمي. وإن حصول ملف الدرعية على إجماع كامل دون الحاجة إلى تصويت من أعضاء المجلس المختص دلالة على أهمية الموقع من ناحية، وعلى الجهد المبذول من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار من الناحية الأخرى، كما يعود الفضل في ذلك في المقام الأول إلى عناية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -حفظهما الله- بدعم الجهود الرامية للحفاظ على التراث، حيث شكلت الدافع الحقيقي للعمل المتواصل الذي أداه القائمون على هذا الملف وعلى رأسهم الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، للمحافظة على تراث هذا البلد.
كما ساهمت بلدية محافظة الدرعية بجهد كبير على هذا الصعيد من خلال تنفيذها للعديد من المشاريع داخل المحافظة وحرصها الدؤوب على ترجمة التطلعات إلى واقع ملموس يعايشه مواطنو مدينة الدرعية.
رئيس مجلس إدارة شركة اللواء للتجارة والمقاولات