إن تسجيل موقع (الطريف) في مدينة الدرعية التاريخية وسط المملكة العربية السعودية ضمن قائمة التراث العالمي يعتبر أحد أكبرالإنجازات مع منظمة اليونسكو وتجسيداً للعمق التاريخي الذي تتمتع به شبه الجزيرة العربية، حيث أن هذا الموقع والذي أسس في القرن الخامس عشر يترجم الدور السياسي والديني والثقافي للدرعية القديمة، ويضم هذا الممتلك آثار الكثير من القصور التاريخية للدولة السعودية الأولى، ويمتاز بالنسيج العمراني النجدي إضافة إلى البعد الثقافي والفكري الذي يتمتع به ذلك الموقع على مدى قرون من الزمان ولا يزال قائماً حتى يومنا هذا. والواقع أن اختيار هذا الموقع يعتبر إضافة تاريخية يتم تدوينها للأجيال المتلاحقة، ويدفع بنا نحو مسؤولية الحفاظ على تلك المكتسبات التاريخية التي تؤرخ لحقبة زمنية لا تنفصل عن الامتداد التاريخي للوطن والمواطن، وتؤكد المكانة الرفيعة التي تحظى بها المملكة العربية السعودية من خلال الاهتمام بتاريخها، كما أنه سيجدد الاهتمام بدراسة طابع المجتمع السعودي ومحافظته على قيمه الثقافية والاجتماعية التي لا يزال المواطن يحافظ عليها في مناحي حياته المتحضرة اليوم.
وفي هذا الصدد لا بد من الإشادة بالهيئة العليا للسياحة وتقديم التهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وبدور مندوبية المملكة الدائمة لدى اليونسكو التي بذلت جهوداً كبيرة بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لتحقيق هذا المنجز من خلال مشوار طويل في المداولات واستعراض المسوغات التي تقدم عادة في مثل هذه الظروف.
وفي هذه المناسبة يطيب لنا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وإلى سمو أمير الرياض وسمو نائبه، وإلى محافظة الدرعية ممثلة بسمو الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود محافظ محافظة الدرعية.
(*) المقاول الرئيسي لأعمال عقدي تطوير حي البجيري وحي الطريف في الدرعية