لا زالت بعض الصحف لدينا توجه سهامها للمركز الوطني للقياس والتقويم، ولا زال بعض الكتاب يقسون على ما يقدمه المركز من اختبارات سواءً للقبول أو للتحصيل، ولازال بعض أصحاب الأقلام في الصحف يعتقدون بعدم وجود رابط بين اختبارات القياس وبين المنهج الذي درسه الطالب في التعليم العام مؤكدين بأن الحظ وليس غيره هو المعيار في حصول الطالب على الدرجات، وصدقوني لو رجعنا إلى المصدر الذي اعتمد عليه هؤلاء الكتاب في نشر تلك المعلومات غير الصحيحة عن مركز القياس وما يقدمه من اختبارات، لأدركنا بأن هذا المصدر يتمثل في الطلبة الذين حققوا علامات ضعيفة جداً في اختبارات القدرات والتحصيل على الرغم من حصولهم على نسبة لا تقل عن 95% في الثانوية العامة مما أثر سلباً على هؤلاء الطلبة من خلال عدم تمكنهم من الالتحاق بالجامعة أو بالتخصص الذي يرغبونه.
الحقيقة المرة أيها السادة أن نسبة كبيرة من خريجي الثانويات الأهلية حاصلين على نسبة أكثر من 95% على الرغم من عدم استحقاقهم لذلك، فهل يعقل أن عشرات الطلبة في مدرسة ثانوية واحدة قد حصلوا على العلامة الكاملة (100%) فيما حصل البقية على 98% و99%، وعندما يتقدم أصحاب تلك الدرجات العالية (المزيفة) لاختبارات القدرات والتحصيل التي يعقدها المركز الوطني تنكشف الأمور، وتتضح الحقيقة المرة، والمتمثلة في أن تلك المدارس قد استنزفت عشرات الألوف من الريالات من التجار وأصحاب الجاه في البلد لا ليعلموا أبناءهم وبناتهم، وإنما ليمنحوهم تلك الدرجات العالية المزيفة، والتي ألحقت الضرر الكبير بمستقبلهم العلمي حيث إن تلك العلامات لا تعكس مطلقاً مستواهم العلمي الحقيقي.
ومن أجل التصدي لتلك الممارسات الخاطئة، كان لابد من وجود مركز بمثل المركز الوطني للقياس والتقويم، وكان لا بد من وجود امتحانات عادلة يمكن من خلالها الوقوف على القدرات الذهنية والمستوى الأكاديمي الحقيقي للطالب والتي يمكن من خلالها قياس مدى التحصيل العلمي الفعلي للطالب خلال المرحلة الثانوية.
وفي ضوء نتائج تلك الاختبارات العادلة، يمكن توجيه الطالب للتخصص أو الكلية المناسبة لإمكاناته وقدراته.
ختاماً، على بعض الأغنياء وأصحاب الجاه التوقف عن التفاخر بحصول أبنائهم وبناتهم على الدرجات الكاملة في الثانوية العامة على الرغم من عدم استحقاقهم الفعلي لها، وعليهم أن يدركوا بأن وجود المركز الوطني للقياس والتقويم وما يقدمه من اختبارات إنما هو لمصلحة أبنائهم وبناتهم، كما أن عليهم أن يختاروا المدرسة الثانوية التي سيدرس فيها أبناؤهم وبناتهم وذلك من خلال قائمة المدارس المتميزة التي يعلن عنها المركز سنوياً وذلك بناءً على متوسط أداء طلابها في اختبارات القدرات والتحصيل خلال ثلاث سنوات الماضية، فمثل تلك المدارس هي التي تركز على التحصيل العلمي السليم للطلبة وليس على منح درجات عالية مزيفة مقابل حفنة من الريالات.
Dralsaleh@yahoo.com