Al Jazirah NewsPaper Friday  20/08/2010 G Issue 13840
الجمعة 10 رمضان 1431   العدد  13840
 
مخاوف بلا مبرر تحوم حول مؤشر السوق
المؤشر يغلق عند مستواه في نهاية 2009 وعلى المستوى العام لا يزال رابحاً نسبة 8,9 % خلال عام

 

د. حسن أمين الشقطي :

بحالة نفسية سيئة وفي ظل نوع من اللاتفاؤل وفي ضوء تكهنات بنزول متتالي وأكبر، أغلق مؤشر السوق عند 6121 نقطة خاسرا حوالي 67 نقطة.. وهي الخسارة الحادثة في ضوء التراجع الجديد والمتوالي في السيولة اليومية المتداولة، حيث أغلق لمدة أربعة أيام متتالية (من الأحد إلى الأربعاء) عند مستويات تقل عن 2 مليار ريال.. وقد ظهرت على السطح حالة من القلق، وصلت عند بعض المتداولين إلى وضع أنه لا أمل في السوق أو مؤشره.. حتى وصل هذا الجدل إلى لفيف من المحللين يدور في رحايا هذه الخسارة التي تسبب كل هذا الخوف والتشاؤم، هل هي بالقدر الذي يبرر كل هذا الخوف ؟ وهل فعلا خسر المؤشر خسائر بالقدر الذي يجعل كافة التوقعات تحوم حول مزيد من الهبوط ؟

خلال عام.. المؤشر يسجل صعودا بنسبة 8.9 %..

يوضح الجدول (1) أهم التطورات التي حدثت في مؤشر السوق وقيادياته خلال عام، حيث يتضح أن مؤشر السوق يعمل حاليا فوق أدنى نقطة سجلها خلال عام وهي 5531 نقطة، ورغم أنه يعمل عند نقطة أقل من متوسطه (ما بين أدني وأعلى نقطة خلال العام)، إلا أنه لا يزال قريبا من هذا المتوسط، وعلى مدى المتوسطات فهو يقع حاليا عند مستوى مقبول فوق مستوى 6000 نقطة.. وعلى المستوى العام، فإن المؤشر لا يزال يسجل ارتفاعا بنسبة 8.9%.. أما على مستوى القياديات، فقد أغلقت سابك عند 85.5 ريالا، وهو مستوى يقترب من متوسط أعلى وأدنى سعر لها خلال عام، وسابك خلال عام لا تزال رابحة نسبة 28%.. كذلك الحال للراجحي فهو رابح خلال عام حوالي 17.2%.. أما سامبا، فهو رابح حوالي 30.6%.. أما الاتصالات، فقد خسرت خلال عام حوالي 20.9%.... أي أن السوق وقيادياته باستثناء الاتصالات رابح خلال عام نسباً عالية ومعنوية وتدلل على أن السوق يسير في مسار جيد، وأن كل المخاوف التي تحوم حوله الآن إنما هي من قبيل اللامنطق.

منذ بداية العام.. المؤشر لم يخسر سوى أقل من نقطة واحدة..

البعض يروج أن السوق قد ساء حاله منذ بداية هذا العام، وأنه قد يكون بدأ مسارا هبوطيا جديدا، وأن هذا المسار سوف يستمر.. بداية فإن مؤشر السوق خلال عام 2010م لم يخسر شيئا منذ بداية العام (خسر فقط 0.7 نقطة.. أي أقل من نقطة)، حيث أغلق الأربعاء الماضي عند نفس مستوى إغلاقه في نهاية عام 2009، أي ظل عند نفس المستوى حتى رغم وجود مؤثرات سلبية إلى حد ما.. فبداية إن هذه الفترة هي فترة ركود اقتصادي.. البعض يقول بأن الركود قد انتهى على المستوى العالمي، نعم هو انتهى عالميا، إلا أن تداعياته على المنطقة العربية ككل ومنطقة الخليج بوجه خاص لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة، ومن أكبر الدلائل على ذلك، ما أعلن عنه مؤخرا بأن هناك هبوطا في مبيعات الحديد بالسوق السعودي.. أما على مستوى سوق الأسهم، فإن هذه الفترات من الفترات التي تقل فيها السيولة المتداولة بشكل تلقائي وطبيعي نتيجة شهر رمضان المبارك.. ثم إن السوق لم يكد يخرج من فترة إجازة صيفية بدأت مبكرا هذا العام، أي أن عام 2010 قد استهلك تقريبا ما بين ركود عام وإجازة صيفية وشهر رمضان.. وكلها متغيرات لا دخل لسوق الأسهم المحلي فيها.. بل كون السوق أغلق هذا الأسبوع عند 6121 نقطة، فإنه يعتبر متماسكا في مواجهة هذه التغيرات الأقرب للسلبية.

السوق للشراء..

ولكن لأسهم معينة..

رغم كل ما يثار من مثبطات أو قلق أو مخاوف ناجمة عن تحليل فني لا يستطيع أن يأخذ في اعتباره مؤثرات شرعية مثل شهر رمضان المبارك، فإن السوق يقبع عند منطقة شراء ولكن هذا الشراء ليس لكافة الأسهم، وإنما للعديد من الأسهم التي وصلت مؤشراتها المالية فعلا لمستويات جذابة للغاية.. وبخاصة هذه الأسهم الاستثمارية الجديدة التي هي على وشك الوصول إلى مرحلة التشغيل الفعلي.. خلال هذه الفترة يفترض بأصحاب السيولة والفوائض المالية التفكير في وضع سلم أولويات للأسهم الأكثر جاذبية للدخول والشراء.. وللأسف فإن الجميع يفكر في الشراء عندما تنطلق هذه الأسهم في رحلات مكوكية جديدة.. فليس جدير بالجميع التعلم بأن الشراء في فترات الركود وليس في فترات الانتعاش فقط!



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد