جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تُعدُّ الجامعة الرائدة فيما يتعلق بالمراكز والنوادي الصيفية، وذلك منذ عقود كثيرة، وها هي اليوم تختتم أنشطة هذه النوادي التي تم افتتاحها في هذا العام، التي يزيد عددها عن 33 ناديًا تضم أكثر من أحد عشر ألف طالب وطالبة على مستوياتهم العمرية المختلفة وكذلك درجاتهم العلمية، تضمهم وتحتضنهم ليستفيدوا من أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة في أمور دينهم ودنياهم ويعزز لديهم روح الانتماء لوطنهم الغالي المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم، التي تقف مع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
إن الجامعة من خلال وحداتها ومراكزها ومعاهدها تقوم بهذا العمل تحقيقًا لأهدافها وأداءً لرسالتها وغاياتها النبيلة، وإننا عندما نراكم بيننا تشجعون وتسددون وتباركون ليزيد ذلك إخلاصنا إخلاصًا وقوتنا قوةً لندفع هؤلاء العاملين لكل ما فيه مصلحتهم الخاصة والعامة.
إن استشعار المسؤولية يتطلب إستراتيجيات طويلة المدى، وأعمالاً مؤسسية تنطلق من رؤية ولاة الأمر، وتحقق تطلعاتهم في بيئات الشباب على وجه الخصوص، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جامعة عريقة، ترسمت في رؤيتها وأهدافها ورسالتها منهج ولاة الأمر، وتسعى من خلال ذلك إلى تحقيق تطلعاتهم في هذه الجامعة المباركة التي حملت اسم المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود - رحمه الله رحمة واسعة - وترى أن من أعظم واجباتها وأبرز مسؤولياتها ما يرتبط بالشباب، فالجانب الأكاديمي والبحثي الذي يتم من خلال العملية التعليمية في المرحلة الجامعية له دوره الذي يُعدُّ من أبرز أهداف الجامعة ورسالتها، لكن الشأن المرتبط بالمناشط والبرامج والفعاليات التي تؤدي دورًا مهمًا في استغلال أوقات الشباب، وتوفير بيئة جاذبة لهم، يجدون فيها ما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم، ويربطهم بمقومات الانتماء الصحيح، والولاء الصادق، وينمي لديهم هذه الروح الشرعية الوطنية؛ يُعدُّ جزءًا من رسالة الجامعة وأهدافها؛ لذا فإن الجامعة تسعى كل عام لإقامة أندية في أوقات الصيف، تمثل محاضن متميزة، وتحوي مناشط تربوية هادفة، يجد الشباب فيها كل ما يحفظ لديهم الأوقات، ويحميهم من الآفات، ويرفع مستوى الوعي لديهم بما يحيط بهم من مخاطر فكرية، وسلوكية وثقافية، ويبصرهم بالخطط الموجهة التي تستهدف هذه البلاد وثوابتها، وتُعدُّ هذه الجوانب الفكرية من الأبعاد المهمة، والمرتكزات الرئيسة التي ميّزت أندية الجامعة بصورة تؤسس ولا تستفز، وتبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتنهج منهج الوسط دون غلو أو تفريط، أو زيادة أو نقصان. ولأن هذه المنطقة قد يجتمع فيها الخطاب الوسطي مع قواسم مشتركة تزعم توجهات أخرى أنها تنتهجها، وربما يقع شيء من التفريط الذي يمرر من خلاله بعض المناشط والفعاليات التي تخالف هذا النهج، فقد روعي في تصميم البرامج المطروحة في الأندية أن تكون محققة للأهداف والغايات، مشتملة على غالب الرغبات، وتمت صياغتها من قبل فريق علمي، وعلى أسس علمية، وجعلت هذه الخطة محكمة، واضحة جلية، لا مجال للاجتهاد فيها، تنفذ بدقة بعد موافقة أمراء المناطق، وليس معنى هذا محدودية البرامج والفعاليات، بل فيها من التنوع الثقافي والرياضي والاجتماعي والمهاري، والتدريبي والفكري ما يغري بالانضمام إليها، وهذا التنوع وفق أهداف مرسومة، ورؤية واضحة تنطلق كما أشرت من رسالة الجامعة وأهدافها، تركز على غرس العقيدة الصحيحة، والقيم السلوكية المهمة، والمفاهيم التي تبني مقومات المواطنة الصالحة لدى هؤلاء الناشئة، وتعزز فيهم روح الانتماء الصادق، والولاء للدين والوطن من خلال تلك البرامج والفعاليات، فجاءت بهذه الصورة الانضباطية التي تؤدي إلى سلامة المخرجات، وقوة الفعاليات، وحظيت بالدعم والمساندة والمؤازرة من ولاة أمرنا - أيدهم الله وحفظهم - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، ومن أمراء المناطق، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو نائبه الأمير سطام بن عبد العزيز حفظهم الله.
(*) مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية